تبين امس أن اشارة وصلت ثلاثة مرات على شكل موجة راديو خاطفة، والتقطها رادار قوي مثبت في موقع جبلي في بورتوريكو، تابع لمؤسسة "البحث عن الذكاء الكوني" Search for Extrateristrial Intelligence، واختصاراً "سيتي" SETI، في شباط فبراير 2003، ربما كانت موجة راديو خاطفة، صادرة من مجال معين في الكون. خبر مذهل. وما لم تكرر "سيتي" غلطتها الشهيرة في العام 1977، فإن اشارات الراديو الخاطفة، قد تدخل في زمن جديد، يصبح فيه الانسان مجرد جزء من حضارات ذكية في الكون! وزاد في الضجة التي احدثها الخبر انه جاء بعد يوم من اعلان اكتشاف كوكبين صخريين في مجرة درب التبانة، يماثلان تركيب زحل. وانضم الكوكبان الى سلسلة من اكتشافات مماثلة، ما فتئت تنصب باستمرار منذ اعلن العالمان الاميركيان مارسي وبوتلر اكتشاف اول كواكب سيارة في الكون في العام 1996. فقد اورد الموقع الالكتروني لمجلة "نيوساينتست" ان "سيتي" التي تملك عشرات الرادارات "تتنصت" على الاصوات الصادرة من أعماق الكون، التقطت بثاً لموجات الراديو، لم يدم سوى لحظة عابرة، وبدا كأنه صادر من "مكان ما" في مجرة درب التبانة، بين المجموعتين النجميتين لبرجي الحمل والحوت. وتكرر الامر ثلاثة مرات، في شباط 2003، بحسب ما تبيّن من تحليل الكومبيوتر لهذه الاشارة. وصاغت "نيوساينتست" الخبر بتحفظ شديد. ووصفت تلك الاشارات بال"غامضة"، امعاناً منها في التحفظ. واوضحت ان الاحتمال الآخر، يتمثل في ان تكون الموجة صدرت بأثر من احدى الظواهر الكونية، مثل تصادم النجوم، والانفجارات الشمسية، وارتطامات النيازك الكبرى وغيرها. ومنذ العام 1984، تعمل رادرات "سيتي" على مدار الساعة. ولم تلتقط اي شيء، لل...حين؟ وفي العام 1977، وقع حادث جعل "سيتي" تعمل بعده بتحفظ شديد. فقد تمكن بعض هواة الراديو، من تقليد الموجات الكونية. والتقطت رادارات "سيتي" في ولاية اوهايو الاميركية اشارتهم، التي جاءت قريبة من لفظة "وووو"! وقفز البعض طرباً لاعتقادهم انهم التقطوا اول اتصال بين الارض وحضارة ما في الكون. وسرعان ما خبا البريق. وانكشفت الخدعة. ورسم عالم الفضاء الراحل كارل ساغان تلك الحادثة في صيغة روائية، تحولت فيلماً هوليودياً "اتصال اول" 1997-اخراج روبرت زيميكس-بطولة: جودي فوستر. لم يكن غريباً ان يمازج التحفظ الدهشة في تعليق علماء الفضاء عن نبأ الاشارة الفضائية. اذ يرجح العلماء ان موجات البث القادرة على عبور مسافات تقدر بسنوات ضوئية، قبل الوصول الى الارض، ربما استخدمت نوعاً خاصاً من الموجات يستعمل غاز الهيدروجين، وهو ابسط عناصر الكون واكثرها انتشاراً.