السيد حامد الحمود! قرأت مقالك المنشور "الحياة" في 8 أيلول/ سبتمبر "العنف في العراق والشيخ القرضاوي". وقد ساءني كثيراً أسلوبك في الحديث عن عالمنا الجليل. أولاً ما ذكرته عن فتوى الشيخ القرضاوي في قتال الأطباء الأميركيين العاملين مع الجيش، والذين ينتمون الى أصول عرقية ومذهبية ودينية مختلفة، ويساعدون العراقيين ممن لا يقدرون على زيارة الطبيب، والذين اهتم بعضهم بتعلم لغتنا العربية لإظهار مزيد من المودة والتعاطف - ليس صحيحاً. فأنا حضرت ندوة عالمنا الجليل التي نظمتها نقابة الصحافيين، والتي أعلن فيها فتواه رداً على سؤال من أحد الحاضرين، والتي للأسف حرفتها بعض وسائل الإعلام، ولم تنقلها "الحياة" في الشكل الصحيح، وهو ما أثار بعض اللغط في أوساط المسلمين. يا سيد حامد، عالمنا الجليل لم يفتِ بقتال هؤلاء الذين يساعدون الشعب العراقي في المنظمات والأعمال الإنسانية. وكل ما قاله، في ما يخص المدنيين الأميركيين، هو وجوب قتالهم إذا كانوا يعاونون الاحتلال. فمثلاً - وهذه من عندي - اذا ساعد بعض هؤلاء المدنيين الأميركيين الاحتلال في القبض على عناصر المقاومة الشريفة، فهل يقال عنهم إنهم مدنيون أيضاً، أم يجوز قتالهم؟ ثم ان مسألة التمثيل بالجثث منهي عنها. فالشيخ القرضاوي لم يكن "كريماً معهم"، كما تدعي، وهو في ذلك ينفذ ما أمرنا به رسولنا الكريم. أما قتل العاملين في العراق ممن ينتمون الى الهند ونيبال، وحتى بلادنا الإسلامية، فلقد وقف شيخنا وفقه الله ضد هذه الأعمال. ولم يفرق بين العمال العرب وغير العرب، أو العمال المسلمين وغير المسلمين، بل أوضح ان ظروفهم المعيشية السيئة هي التي دفعتهم للذهاب هناك، علماً أن بعضهم كان يعمل في شركاتهم قبل غزو العراق، ثم بعثتهم شركاتهم الى العراق ليعملوا هناك. وهم أناس بسطاء يطلبون الرزق، لذا لا يجوز قتلهم. أما قولك بأن "مريدي القرضاوي" يمكن أن يوسعوا دائرة القتال لتشمل هؤلاء، فأقول لك انه، ولله الحمد، لم أسمع من قبل أن استغلت فتاوى القرضاوي في أعمال مشينة تؤذي الاسلام من جانب "مريدي" الشيخ. ولكن من الجائز جداً أن يتمنى ذلك نفر من المسلمين من أولئك الذين يهبّون للدفاع عن الأميركيين ونجدتهم، حتى وإن احتلوا بلادنا، وقتلوا أهلنا، ضد من يدعو لقتالهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله. قلتم: "فمعروف أن كل أميركي يجرح مدنياً كان أم عسكرياً يقابله استشهاد عشرات وربما مئات العراقيين". ما هذا المنطق؟ وهل ينطبق ذلك أيضاً على أهلنا في فلسطين، أخي الكريم؟ فليكفوا عن قتال المحتلين الغاصبين للأرض إذن، لو كان هذا هو الحل! ولكان الله نهانا عن الجهاد المسلح من أجل تحرير أرضنا، والدفاع عن دينه، والدفاع عن عرضنا وأموالنا، لأن ذلك سيأتي علينا بخسائر مضاعفة. ولكان اكتفى بأمرنا بالجهاد السلمي التظاهرات والاعتصامات والاضراب.... فهل هذا معقول يا أخي؟ هل تنهى عما أمرنا الله به؟ هل تقول عكس ما قال الله ورسوله؟ ان القرضاوي والسيستاني لهما الحق في الافتاء في شؤون العراق. وكون عالمنا الجليل، الشيخ القرضاوي ليس عراقياً، فلا يعني انه لا ينبغي له "التدخل في شؤون العراق". وما العراق، أخي العزيز؟ أليس بلداً عربياً مسلماً؟ ان القرضاوي من المسلمين حقاً، لأن من لم يهتم بأمرهم فليس منهم. فأنت، عندما ذكرت مثالاً عراقياً، أوردت المثال المخالف للشيخ القرضاوي في مسألة القتال. ولم تذكر المثال العراقي الآخر الذي يدعو لقتال الغزاة، وهو الشيخ مقتدى الصدر، لأنك لا تؤيده. ولله في خلقه شؤون. القاهرة - حنان سليمان طالبة بكلية الإعلام - جامعة القاهرة [email protected]