ساعد بيان سعودي أصدره الوزير علي النعيمي، عن رفع قدرات الانتاج الى 11 مليون برميل يومياً، في تهدئة اسواق النفط الدولية وحد"موقتاً"من اندفاع الاسعار التي ارتفعت بنسبة 55 في المئة منذ بداية السنة، دافعة الخام الاميركي الى تجاوز حاجز الخمسين دولاراً للمرة الاولى منذ 21 عاماً، في حين لامس سعر"سلة اوبك"مستوى 43 دولاراً وخام القياس الاوروبي مستوى اقل بقليل من 47 دولاراً. ومع اعلان رئيس"اوبك"ان المنظمة عاجزة عن وقف مسيرة الاسعار اطلق مسؤولون ماليون أراء متباينة عن نتائج الاسعار المرتفعة على الاقتصاد الدولي في حين انعكست اسعار الخام سلباً على أسواق الاسهم وعملات الدول، مثل اليابان، التي يعتمد نشاطها على الطاقة المستوردة. وحقق الذهب مكاسب آنية. في محاولة لتهدئة اسواق النفط الدولية، أعلن وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي ان بلاده ستزيد طاقتها الانتاجية الى 11 مليون برميل يومياً، وانها على استعداد لتلبية اي طلب متزايد من عملائها. ونقلت"وكالة الانباء السعودية"عن النعيمي قوله:"تراقب السعودية عن كثب التطورات المختلفة في السوق النفطية الدولية وتعمل من أجل استقرارها وعدم ارتفاع الأسعار بشكل قد يُضر بالاقتصاد الدولي ونموه، وبالذات اقتصادات الدول النامية، وذلك في ضوء التطورات الأخيرة في السوق وتجاوز الأسعار حاجز الخمسين دولاراً لنفط غرب تكساس". واضاف:"رغبة منها في توفير طاقة انتاجية كافية بأسرع وقت ممكن، ستستخدم السعودية حقلي ابو سعفه والقطيف اللذين بدأ الانتاج منهما حالياً من أجل رفع الطاقة الانتاجية لتصل خلال الاسابيع القليلة المقبلة إلى 11 مليون برميل يومياً، وسيتم تنشيط عمليات حفر الآبار في الحقول المنتجة حالياً، وبهذا تكون الطاقة الانتاجية الفائضة نحو 1.5 مليون برميل يومياً، وستكون غالبية الزيادة الجديدة من النفط العربي الخفيف". وحرص النعيمي على طمأنة الاسواق، مشيراً الى ان السعودية"وكما أعلنت في مناسبات عدة على استعداد تام لتلبية ما يحتاجه عملاؤها من الشركات النفطية لأي كميات إضافية، كما أنها مستعدة وقادرة على تعويض نقص الانتاج الذي قد يحصل في أي منطقة في العالم". وكانت أسعار النفط واصلت الارتفاع في الاسواق الدولية أمس الثلثاء، مع استمرار الاضطرابات في مناطق انتاج النفط في نيجيريا، وتوقعات تراجع المخزون الاميركي عن اعلان الارقام الاسبوعية مساء اليوم. ووصل سعر خام القياس الاوروبي"برنت"في بورصة النفط الدولية في لندن أمس الى مستوى 46.80 دولار، قبل ان يستقر عند الثانية بعد الظهر عند 46.40 دولار للبرميل تسليم تشرين الثاني نوفمبر المقبل، بزيادة 47 سنتاً على اغلاق اول من امس. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف الى 50.47 دولار، ليستقر بعد الظهر امس على 50.05 دولار للبرميل. وذكرت وكالة"اوبكنا"أمس ان سعر"سلة اوبك"واصل الارتفاع الاثنين الى 42.90 دولار للبرميل من 42.31 دولار الجمعة. وجاء ارتفاع الاسعار بعدما قرر"المتمردون"في نيجيريا شن"حرب شاملة"ضد الحكومة مطلع تشرين الاول اكتوبر. وحض هؤلاء شركات النفط العاملة في دلتا النيجر، الغنية بالنفط، على وقف انتاجهم بحلول ذلك التاريخ. كما وجهت نقابات العمال النيجيرية انذاراً مدته 14 يوماً الى الحكومة لتلغي زيادة نسبتها 14 في المئة في اسعار الوقود والا واجهت اضراباً عاماً الى أجل غير مسمى. وقال مستشار الرئيس النيجيري لشؤون النفط ادموند داوكورو ان بلاده خفضت الانتاج بين 250 الف و300 الف برميل يومياً، اي بنسبة عشرة في المئة، في آب اغسطس لحماية منشآتها المتقادمة بعدما رفعت الانتاج الى أقصى الامكانات. ويأتي التهديد للامدادات من خامس اكبر منتج في"اوبك"وسابع أكبر مصدر للنفط في العالم، في وقت تشهد فيه الامدادات من العراق وروسيا بعض التعثر، وينتج فيه المنتجون في شتى انحاء العالم باقصى طاقتهم تقريباً لتلبية أسرع نمو في الطلب على النفط في 24 عاماً. تراجع الاسهم وارتفاع الذهب وأدى ارتفاع أسعار النفط الى هبوط الاسهم في بورصات آسيا، الاكثر اعتماداً على استيراد الطاقة، وهبوط عائد سندات الخزانة اليابانية لمدة عشر سنوات الى أدنى مستوى في ستة شهور وهبوط الين الى أدنى مستوى له في ستة اسابيع مقابل الدولار. كما ارتفع اليورو امس الى أعلى مستوى له امام الين منذ منتصف ايار مايو مع تعرض العملة اليابانية لضغوط واسعة النطاق بسبب ارتفاع أسعار النفط. كذلك انخفضت أسعار الاسهم الاوروبية في بداية المعاملات امس الثلثاء، بعدما تراجع مؤشر داو جونز الاميركي للاسهم الصناعية عن مستوى عشرة آلاف نقطة للمرة الاولى منذ نحو ستة اسابيع، في ختام اول ايام الاسبوع الاثنين، وارتفاع أسعار النفط الى مستوى قياسي، ما جدد المخاوف في شأن ارباح الشركات. وارتفع سعر الذهب في بداية معاملات اوروبا امس، مع تحقيق النفط مستويات قياسية، وتحول المستثمرين الى المعدن النفيس بهدف التحوط ضد التضخم. وتحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن امس عند 410.30 دولار للاونصة، ارتفاعاً من 409.20 دولار في جلسة القطع المسائية الاثنين. "اوبك"عاجزة من جهته، قال رئيس"اوبك"بورنومو يوسجيانتورو انه"ليس في وسع المنظمة ان تفعل شيئاً لوقف مسيرة الاسعار على رغم ان لديها فائضاً في الطاقة الانتاجية بنحو 1.5 مليون برميل يومياً". وتباينت الاراء في شأن تأثير ارتفاع اسعار الخام في الاقتصاد الدولي. وقال وزير المال الياباني ساداكازو تانيجاكي ان"الأسعار المرتفعة قد لا يكون لها تأثير فوري في اقتصاد اليابان، لكنها غير مرغوبة وتستدعي الحذر"، قال المفوض الاوروبي للشؤون النقدية خواكين المونيا ان"الاقتصاد الاوروبي قد يتضرر اذا ظلت أسعار النفط عند مستوياتها القياسية الحالية". الا ان المستشار الالماني غيرهارد شرودر قال ان"أسعار النفط مرتفعة بشدة لكن ليس لها سوى تأثير محدود في الاقتصاد الدولي، وانه ليس هناك ما يدعو للذعر". وتوقعت المفوضة الاوروبية لشؤون الطاقة لويولا دي بالاثيو ان ينحسر الضغط على أسعار النفط بعد انتخابات الرئاسة الاميركية. وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية كلود مانديل ان عوامل العرض والطلب لا تبرر ارتفاع اسعار النفط وانه ليست هناك حاجة للسحب من مخزونات الطوارئ.