وصف مندوب المغرب في الأممالمتحدة محمد بنونة قرار بلاده تقديم مذكرة الى الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي انان حول الصحراء بأنه ناتج عن "التصعيد الجزائري" وكان ضرورياً أن يوضح المغرب موقفه "إزاء ما رددته الجزائر بأنها غير معنية بنزاع الصحراء"، في اشارة الى أكثر من مذكرة قدمتها الديبلوماسية الجزائرية الى الأممالمتحدة. وأضاف ان موقف بلاده يكمن في أن "لا مفاوضات حول سيادتها على أراضيها" لكنها منفتحة على أي حل "يفوض الصلاحيات الجهوية بصفة ديموقراطية في اطار السيادة المغربية". ورأت مصادر ديبلوماسية في موقف المغرب إيذاناً بنفاد الصبر إزاء ما تصفه الرباط ب"سياسة اليد الممدودة نحو الجزائر"، خصوصاً في ضوء انتكاس خطوات تحسين العلاقات بين الجارين. وعلى رغم ان المحادثات التي أجراها أكثر من مسؤول مغربي مع الجزائريين في الفترة الأخيرة ركزت على الطابع الثنائي في قضايا معاودة فتح الحدود وتفعيل اجراءات الحرب على المخدرات والارهاب والتهريب والهجرة غير الشرعية من دون اثارة ملف الصحراء مباشرة، فقد كان لافتاً ان المذكرة المغربية الى كوفي أنان عرضت الى مفاوضات جزائرية مباشرة مع المغرب حول اقتراحات تسوية نزاع الصحراء. واستندت في ضوء ذلك الى تصريحات صدرت عن الوسيط الدولي السابق جيمس بيكر مفادها ان المغرب والجزائر "طرفان أساسيان" في النزاع. وذهبت أبعد من ذلك الى استحضار أطوار مواجهات عسكرية بين المغرب والجزائر في السنوات الأولى لاندلاع النزاع. مؤكدة للمرة الأولى ان الجزائر زودت مقاتلي جبهة "بوليساريو" بصواريخ من نوع "سام 6" و"سام 7".