بعد ساعات على مقتل مستوطنة بشظايا قذيفة هاون سقطت في مستوطنة "نفيه دكاليم"، ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي مجزرة جديدة في حق عشرات منازل المواطنين في "الحي النمساوي" جنوب غربي خان يونس امس، فشردت اكثر من 420 مواطناً اصبحوا بلا مأوى، وقتلت مواطنا آخر. كما عزلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قطاع غزة امس عن العالم الخارجي وحولته الى سجن صغير بعد ان اغلقت كل بواباته لمناسبة "يوم كيبور"، عيد الغفران لدى اليهود الذي صادف يوم امس. هدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي 55 منزلاً في "الحي النمساوي" جنوب غربي مدينة خان يونس امس، وقتلت مواطناً في احدث غارة برية وجوية على المنطقة في اعقاب مقتل مستوطنة بشظايا قذيفة هاون اطلقها مقاومون فلسطينيون على مستوطنة "نفيه دكاليم" القريبة من الحي. وقالت مصادر محلية وحقوقية ل"الحياة" ان قوات الاحتلال التي حشدت آلياتها ودباباتها وجرافاتها في اعقاب مقتل المستوطنة، شنت هجوماً واسعاً على الحي عند منتصف ليل الجمعة - السبت على "الحي النمساوي"، فهدمت 50 منزلاً كلياً تقطنها 53 اسرة يبلغ عدد افرادها 362 فرداً، وخمسة منازل جزئياً تأوي 7 أسر عدد افرادها 57 فرداً اصبحوا جميعا بلا مأوى. واضافت المصادر ان القصف العشوائي من الدبابات والمروحيات من نوع "اباتشي" الاميركية الصنع ادى الى استشهاد احمد ابو عبدالله ابو النمر 50 عاماً واصابة خمسة آخرين، جراح احدهم خطيرة، وذلك قبل ان تنسحب من المنطقة فجر امس. وجاءت العملية العسكرية الجديدة انتقاماً لمقتل مستوطنة في مستوطنة "نفيه دكاليم" وفي اعقاب العملية النوعية التي وقعت في منطقة "موراغ" شمال مدينة رفح الخميس الماضي وقتل فيها ثلاثة جنود اسرائيليين واصيب اثنان آخران احدهما في حال الخطر. وادعى ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان ناشطين فلسطينيين اطلقوا قذائف هاون على المستوطنة من المكان الذي استهدفه الجيش، وان مروحية اسرائيلية تحركت لاحباط هجوم آخر قبل منتصف ليل الجمعة - السبت مباشرة. واضاف الناطق: "قبل ان يتمكنوا من اطلاق قذيفة أر بي جى حددنا مكان الخلية الارهابية من الجو، واطلقنا النار عليها واصبنا رجلين على الاقل، على رغم اننا نعرف انه كان يوجد اربعة منهم"، في اشارة الى الشهيد والجرحى. ونفى الفلسطينيون ذلك، وقال شهود ان الشهيد والجرحى مدنيون من المنطقة التي استهدفها القصف العشوائي. وشيع في وقت لاحق جثمان الشهيد الى مثواه الاخير في مقبرة الشهداء. هدم محال تجارية في ايرز في هذه الاثناء، هدمت جرافات الاحتلال ثلاثة محال تجارية كلياً، واربعة جزئياً في محيط معبر بيت حانون "ايرز" شمال القطاع. وكانت قوات الاحتلال هدمت 81 محلاً مماثلاً في 27 شباط فبراير الماضي. من جهتها، قالت "كتائب الشهيد ابو علي مصطفى" الذراع العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها امس انها اطلقت صاروخاً من نوع "المصطفى" على مستوطنة "نتسر حزاني" الجاثمة فوق اراضي المواطنين شمال غربي مدينة خان يونس. من جانبها، اشارت "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس في بيان، الى انها فجرت عبوة ناسفة في "جرافة صهيونية" فتطايرت اجزاء من الجرافة وشوهدت ألسنة النيران تشتعل فيها" اثناء العملية العسكرية في "الحي النمساوي". ولفتت في بيان آخر الى انها اطلقت صاروخاً من نوع "بتار" على جرافة اخرى في "الحي النمساوي"، من دون ان تشير الى ان الصاروخ أصاب الجرافة. بدوره، ندد قائد الامن الوطني في الضفة والقطاع اللواء عبدالرزاق المجايدة بما جرى في "الحي النمساوي"، معتبراً انه "تصعيد اسرائيلي بالغ الخطورة". وأضاف في تصريح ارسل الى "الحياة" ان هذا التصعيد جاء "وفق خطة عسكرية معدة سلفاً ومخطط لها مسبقاً لضرب الشعب الفلسطيني الاعزل وثنيه عن عزمه تحقيق حقوقه المشروعة". ووصف هدم المنازل وتشريد المواطنين في "الحي النمساوي" بأنه "عمل لاأخلاقي ويتنافى وكل المواثيق والمعايير الدولية وابسط معايير حقوق الانسان". وناشد المجتمع الدولي "التدخل الفوري والعاجل لوقف مسلسل الاعتداءات الاسرائيلية المتواصل يوميا ضد الشعب الفلسطيني الأعزل". الى ذلك، اغلقت سلطات الاحتلال امس كل المعابر الى القطاع، وحولته الى سجن يقطنه نحو 1.5 مليون فلسطيني ممنوعون من الحركة او الاتصال بالعالم الخارجي، وذلك لمناسبة عيد الغفران المعروف لدى اليهود. وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي ثلاثة فلسطينيين من بلدة بيت لقيا غرب مدينة رام الله ليل الجمعة - السبت. وعزلت منطقتي الاغوار الشمالية والوسطى عن العالم الخارجي، في اعقاب اغلاقهما والاعلان عنهما منطقتين عسكريتين مغلقتين، ومنعت الفلسطينيين من الدخول الى المنطقتين او الخروج منهما. كما عزلت مدينة القدس الممثلة عن محيطها الفلسطيني وشددت اجراءاتها الامنية، وأقامت الحواجز على الطرق الرئيسة والفرعية تحسبا لوقوع عمليات فدائية. كما شددت الحصار واغلاق الحواجز في معظم مدن الضفة ومحيطها تحسباً لوقوع عمليات في ذروة حال التأهب الامني في عيد الغفران.