سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية الفرنسي يعتبر ان "الديانة ليست احد معايير الانضمام" الى الاتحاد . ديبلوماسيون أوروبيون: أردوغان نال وعداً بإقرار جاهزية تركيا لبدء مفاوضات العضوية
ابدت مصادر ديبلوماسية ثقتها بأن التوصية التي ستصدرها المفوضية الاوروبية في السادس من تشرين الاول اكتوبر المقبل، ستؤكد جاهزية تركيا لبدء مفاوضات العضوية، على رغم ارتفاع أصوات المعارضة الديموقراطية المسيحية المناهضة لفتح أبواب العضوية امام انقرة. واعلن الناطق الرسمي الأوروبي جان كريستوف فيلوري ان الاحاديث الحالية تتناول مؤهلات تركيا لبدء المفاوضات وليس موعد انضمامها، في حين اجمع المراقبون على حصول رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، في محادثاته في بروكسيل، على وعد صريح من المسؤولين الأوروبيين بأن تشكل مصادقة البرلمان التركي على اصلاح قانون العقوبات غداً الأحد، الاجراء الاخير المرتقب من جانب المفوضية لاستكمال رأيها الايجابي الذي سترفعه الى القمة الأوروبية في بروكسيل في 17 كانون الأول ديسمبر المقبل. وتحدث مصدر اوروبي على وقائع اجتماع اردوغان مع مفوض شؤون التوسيع غونتر فرهوغن، واشار الى ان رئيس الوزراء التركي تلقى تحذيراً من تأجيل المصادقة على الاصلاحات. واوضح المصدر ان رد اردوغان تضمن نفيه وجود قانون يجرم الزنى، "ولكن الانطباع السائد في تركيا ان المفوضية تريد فرض شروط اضافية"، قبل ان يبلغه فرهوغن بأن المصادقة على قانون العقوبات من دون تضمينه بند تجريم الزنى، سيكفي لاصدار تقرير ايجابي. ونتج من ذلك، طلب اردوغان الى كل من رئيس مجموعة نواب حزبه "العدالة والتنمية" ورئيس البرلمان التركي، دعوة البرلمان الى عقد جلسة استثنائية من اجل المصادقة على قانون العقوبات. تباين في التحفظات الاوروبية ومهد الاتفاق بين اردوغان وفرهوغن الطريق لرئيس الوزراء التركي كي يواجه انتقادات بعض رؤساء اللجان السياسية في البرلمان الاوروبي، وخصوصاً تحفظات المجموعة الديموقراطية المسيحية على عضوية تركيا. ولا يحظى موقف الوسط المسيحي الديموقراطي بالاجماع في الساحة الأوروبية، بدليل ان المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتن رأى أن قبول بدء مفاوضات العضوية مع تركيا سيشكل افضل رد على دعاة حرب الحضارات والدليل بالنسبة الى البلدان العربية والاسلامية الى أن الديموقراطية تتناسب مع الاسلام وان الحاجة الملحة تكمن في رغبة الاصلاح. كذلك، رأى رئيس البرلمان الاوروبي جوزب بوريل ان طرح مشكلة انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي "من الزاوية الدينية يجعل اوروبا بمثابة نادٍ مسيحي". واعتبر بوريل ان انضمام تركيا يشكل فرصة لاظهار امكان تعايش الشرق مع الغرب. كما لفت المراقبين تصريح وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه بأن الديانة المهيمنة في بلد ما "ليست احد معايير الانضمام الى الاتحاد المرتكز على بناء سياسي وعلماني". لكن لا يخفى ان موقف الوسط المسيحي الديموقراطي يلقى دعماً سياسياً من قبل كبار الشخصيات الأوروبية، ومن بينهم عضو المفوضية الهولندي فريتز بولكشتاين الذي تحدث عن عودة المد الاسلامي بعد هزيمة الامبراطورية العثمانية على مشارف فيينا. وبدوره، رأى العضو النمسوي فرانز فيشلر بأن انضمام تركيا سيحدث تغيرات كبيرة في هيكلية الاتحاد الاوروبي الذي نتطلع الى بنائه، "خصوصاً ان نخبته تلتفت الى اوروبا بذهنية احياء الحلم الشرقي التاريخي، في وقت تنحدر غالبية شعبه من جذور آسيوية". وحذر فيشلر من ارتفاع تكلفة ضم تركيا، "والتي ستفوق ال11 بليون دولار في مجال الزراعة فقط، أي اكثر من نفقات القطاع نفسه للأعضاء العشرة الجدد".