تزامناً مع اليوم العالمي لمحو الأمية انطلقت الحملة الوطنية "أحبك يا وطني" في جدة من خلال طرح مركز يستهدف مليون سيدة في منطقة مكةالمكرمة وتوابعها من قرى وهجر. تُعتبر الحملة أكبر وأول حملة توعية وطنية سعودية لمحو الأمية الأبجدية والحضارية، تفعيلاً لشعار "محو الأمية مسؤولية الجميع" الذي أقرته وزارة التربية والتعليم. ويجري العمل على تنفيذ بنود الحملة بمساعدة 140 مركزاً لمحو الأمية تنتشر في جدة، إضافة الى ومراكز القرى المجاورة. وكانت حرم أمير منطقة مكةالمكرمة الأميرة سارة العنقري رعت الحملة من خلال ست ملتقيات توعوية يتبعها الكثير من النشاطات والفعاليات على مدار عام كامل، مع وجود خطة لاستمرارها للسنوات العشر المقبلة، لتكون أضخم حملة على المستوى العربي. وأوضحت رئيسة وحدة تعليم الكبيرات ومحو الأمية نجوى بطيخ، ان محاور الملتقيات تتنوع بين ثقافية، صحية، اجتماعية، نفسية، أمنية، دينية وبيئية. وأكدت الدكتورة آمنة بخاري ان حقوق المرأة ترتكز الى سياسة التعليم في السعودية، وتتناول حقيقة الإسلام وكيف كفل حقوقها، موضحة ان الانسان المتعلم هو الثروة الحقيقية الطبيعية في المجتمع، مشيرة الى ان وجود الخلل في الخبرات الانفعالية بين الأم والأب ينتقل الى الأبناء وهو ما يستهدفه البرنامج تحت شعار "وعي الوطن يبدأ من وعيك". المعوقات الابرز لفتت وفاء عطية الى ان أبرز المعوقات التي تواجه ثقافة المرأة التنشئة الخاطئة التي تقوم على أساس انها تابعة للرجل، اضافة الى عدم ادراكها أهمية الثقافة. وقسمت المعوقات الخارجية الى نقاط عدة منها تسطيح بعض الوسائل الاعلامية لثقافة المرأة وصعوبة التعامل مع تقنيات المعرفة وعدم القدرة على إحداث التوازن في أطوار المرأة المختلفة ونسيان الأنوثة، والعنوسة والطلاق وكراهية الرجل للمرأة المثقفة والصدمة الحضارية من خلال اخطاء استخدام التكنولوجيا العولمة والتغريب. في ما يخص الجانب الديني، تناولت رئيسة وحدة التربية الإسلامية في ادارة الإشراف التربوي نوال أبو قايد ثلاثة محاور هي: تصحيح الصورة الذهنية والسلوكية حول بعض العادات أو السلوكيات الدينية التي تصدر من البعض وبث روح التسامح والكلمة الطيبة ونبذ الارهاب بصوره وأشكاله، وأسبابه وجذوره النفسية والفكرية والاجتماعية والسلوكية، مع توضيح أضراره المستقبلية في النواحي العقدية والفكرية والاجتماعية والسلوكية. وفي الجانب الصحي يحاول البرنامج إبراز العادات الصحية الخاطئة، مثل العادات الغذائية الخاطئة والأمراض الشائعة لدى الاناث السمنة وهشاشة العظام والسرطان، إضافة الى الأورام. وأوضحت الدكتورة أماني عليوي الرشيد ان هناك الكثير من العوامل المؤثرة في العادات الغذائية منها فيسيولوجية ونفسية واقتصادية واجتماعية. حضور متميز للسمنة من جهة أخرى، حظي موضوع السمنة بحضور متميز من السيدات السعوديات والمقيمات. وأفادت اختصاصية الاطفال في الوحدة الصحية الدكتورة منال رجب خليفة، ان أهم أسباب السمنة تناول كميات كبيرة من الطعام الذي يحتوي على سعرات حرارية عالية اضافة الى الخمول والكسل وقلة الحركة والجلوس طويلاً أمام التلفزيون، مشيرة الى تأثير العوامل الوراثية، كالغدد والهرمونات والمشكلات النفسية وبعض أنواع العقاقير. وحذرت من مخاطر السمنة، لافتة الى ان الاحصاءات تؤكد ان 95 في المئة من الذين يتبعون "حمية"، يفشلون في خفض وزنهم نتيجة العادات الغذائية والصحية الخاطئة، وليس بسبب "الرجيم المتبع". واوضحت ان أهم الوسائل التي تسهم في القضاء على السمنة هي النظام الغذائي ذو السعرات الحرارية المقننة، والتساوي بين كمية الطاقة المكتسبة من خلال الطعام وكمية الطاقة المستهلكة في بذل المجهود، اضافة الى بعض الوسائل المساندة منها الأدوية والإبر الصينية وشفط الدهون والأعشاب الطبية والجراحة. وتمكنت المملكة العربية السعودية في ان تقلص نسبة الأمية بنحو 20 في المئة حتى الآن، ما أهّلها للحصول على جوائز عدة أبرزها، جائزة "نوما" التقديرية من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" لعام 1998.