يتوخى لبنان من خلال مشاركته في الدورة الرياضية العربية العاشرة المقررة من 24 الجاري إلى 8 تشرين الأول أكتوبر المقبل في الجزائر، حصد عدد من الميداليات يبرر حجم بعثته المؤلفة من 77 شخصاً ثلثيها من اللاعبات واللاعبين، والتي يغلب عليها طابع المسابقات الفردية. باستثناء منتخب كرة السلة للسيدات الطامح إلى تأكيد بروزه الإقليمي بعدما حل ثانياً منذ عامين في البطولة العربية، وأحرز العام الماضي لقب دورة الملك عبدالله الثاني الأردنية، تخلو البعثة اللبنانية من منتخبات الألعاب الجماعية، فنتائج منتخب السلة للرجال غير المرضية في تصفيات غرب آسيا في إيران ألغت مشاركته العربية، وانهماك منتخب كرة القدم بتصفيات كأس العالم، وعدم الاقتناع بمستوى منتخب الكرة الطائرة للرجال ثالث الدورة الماضية في عمّان عام 1999، حجب انضمامهما إلى البعثة، ليقتصر بالتالي الخيار على متبارين في الملاكمة والرماية ورفع الأثقال والجمباز وألعاب القوى وكرة الطاولة والسباحة والكيك بوكسينغ إضافة إلى ألعاب القوى للمعوقين والوفد الإداري الرسمي برئاسة مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي، ووفد إعلامي يضم أربعة أشخاص. وإلى تواضع الإعداد الذي اقتصر على الاهتمام المستقل من قبل الاتحادات المعنية، لن تتعدى تكاليف المشاركة 150 ألف دولار كما أفاد خيامي ل"الحياة" هي نفقات بطاقات السفر والإقامة وبعض الألبسة الضرورية. وكان لبنان حل عاشراً بين 17 دولة أحرزت ميداليات في الدورة الماضية "دورة الحسين" عام 1999 حاصداً سبع ذهبيات و12 فضية و21 برونزية، في مسابقات الجمباز والرماية والجودو والتايكواندو والكيك بوكسينغ والمبارزة وألعاب القوى والبريدج والكرة الطائرة. وكانت نجمة البعثة ليلى خوري، المقيمة في الولاياتالمتحدة، والتي بلغ رصيدها ذهبيتين وفضية وبرونزيتين في الجمباز. وكادت تكون غلتها أكبر لولا "تحامل" تحكيمي فاضح في أحيان عدة... غير أن إنجاز خوري لم يبنَ عليه، وهي فضلت التفرغ لاحقاً لدراستها في دنيا الاغتراب، كما ظلت الإنجازات الأخرى ظاهرة فردية لا تزال تكبل أحوال الرياضة اللبنانية منذ عقود وعقود. ومنذ أن طرحت المشاركة في الدورة العاشرة كان التوجه إلى خوض مسابقاتها بالعناصر المرشحة لتحقيق نتائج جيدة بصرف النظر عما يُهدف أحياناً من مثل هذه المسابقات، أي اكتساب الخبرة والاحتكاك طالما أن فرصة خوض البطولات الدولية والأولمبية باتت محكومة بمعايير التصنيف والتصفيات التأهيلية. وعلى رغم "تقلص" وهج الدورات العربية، إلا أن المشاركة في مسابقاتها تحمل لعدد من المؤهلين فرصة تعزيز أرقامهم وتثبيت جدارتهم، علماً أن آخرين لن يكونوا في عداد المرشحين بسبب عوامل فنية بحتة مثل لاعبي التايكواندو وفي مقدمهم بطلة آسيا كوزيت بصبوص، إذ فضل اتحادها عدم المشاركة في حال لم تقر الوزارة أن يخوض المنافسات كلها أي إرسال منتخب كامل العدة والعدد في الأوزان كلها. ويبرز من المرشحين للميداليات الرباعان زكي عبدالله وحسنين مقلد وبطل العرب للوثب العالي جان كلود رباط وبطلة العرب للشابات في جري ال100 و200م غريتا تسلاكيان، التي حطمت الأحد والاثنين الماضيين الرقمين العربيين للبطولة في دمشق، إضافة إلى السباح عمر دعبول أبرز وجوه البطولة المحلية الأخيرة وبطل غرب آسيا للمسافات القصيرة، والوجه الصاعد في عالم الرماية راي باسيل 16 عاماً التي حققت نتائج متقدمة نوعية في كأس العالم الأخيرة في القاهرة على رغم أنها خاضت مشاركتها الأولى على هذا المستوى... ومن دون أن ننسى أبطال الكيك بوكسينغ أبرز وجوه اللعبة على الصعيد العربي... وفي ألعاب القوى للمعوقين يشارك علي سرور بطل العرب في ال400م، فور عودته من أولمبياد أثينا.