عادت الى بيروت غالبية أفراد البعثة اللبنانية التي شاركت في الدورة الرياضية العربية العاشرة التي تختتم اليوم في الجزائر، وهي حصدت عشر ميداليات هي ثلاث ذهبيات وثلاث فضيات وأربع برونزيات في كرة السلة والرماية والكيك بوكسينغ وكرة الطاولة ورفع الأثقال. وجاءت الذهبيات بفضل منتخب السيدات للسلة والرامية الصاعدة راي باسيل في الحفرة الأولمبية تراب وأحمد فينو الذي حلّ أول في وزن 88 كلغ في الكيك بوكسينغ، وكان بامكان حصة الذهب أن تزيد ميداليتين لولا تخلّف العداءة غريتا تسلاكيان بطلة العرب للناشئات في ال100 وال200م، وجان كلود رباط بطل العرب في الوثب العالي ورابع الجائزة الكبرى لآسيا، بداعي الإصابة. ويقوّم المراقبون النتائج اللبنانية المحققة من باب "الجود من الموجود" وبأنها نوعية على رغم ضعف الامكانات والاعداد المتواضع... كما انها سترتب اعادة رسم "السياسة الرياضية"، الغائبة أصلاً، كما كشف ل"الحياة" وزير الشباب والرياضة سيبوه هوفنانيان، مؤكداً انه من الآن وصاعداً "سننسج على المنوال عينة في المشاركات الرياضية الخارجية، ولن يكون هناك موفدون للسياحة والاستجمام، آخذين في الاعتبار اجتهاد عدد من الاتحادات وارادة وتصميم عدد من الرياضيين على رغم الصعوبات، وهذا ما لمسناه من خلال الدورة العربية". ولفت هوفنانيان الى أن السياسة المعتمدة فيما يتعلق بالدعم والمساعدات المادية، على ندرتها، ستتغير "وستوفر للقادرين على حصد النتائج والميداليات من خلال استقدام المدربين والطاقات الفنية وتأمين مستلزمات الاعداد والمعسكرات في الداخل والخارج". وأضاف هوفنانيان انه عرض على رئيس الجمهورية العماد اميل لحود تصوراً جديداً ينهض بالرياضة اللبنانية "وسيختلف التحضير بدءاً من الآن، وسيعتمد على برمجة معدة مسبقاً ومراحل زمنية، لذا نخطط لدورة بكين الأولمبية عام 2008، وغيرها من الاستحقاقات المهمة". وأيّد هوفنانيان الرأي القائل بتوفير اعتمادات خاصة لإعداد المواهب القادرة على العطاء والنجاح في غضون السنوات المقبلة، من خلال خطة متوسطة وطويلة الأجل "لأنها النقلة الأساسية المطلوبة... لنجاري في المرحلة الأولى الدول المجاورة التي تدعم رسمياً الرياضة، وهذا ما لمسته واطلعت عليه خلال وجودي أخيراً في الجزائر...". ويبدو ان الاتجاه نحو النهج الجديد يسلك طريقاً ممهدة بعناية رئيس الجمهورية، استناداً الى المعطيات المتوافرة وفي ضوء تقويم المشاركة في الدورة الأولمبية الأخيرة في أثينا والألعاب العربية. ويسعى لحود الى "فك الكباش" على الصلاحيات بين الوزارة ورئيس اللجنة الأولمبية اللواء الركن المتقاعد سهيل خوري وإثر أجواء التباعد بينهما، التي أثرت كثيراً في الحركة الرياضية وعمل الاتحادات، ولا سيما ان اللجنة الأولمبية مدعوة الى انتخاب لجنة تنفيذية جديدة قبل نهاية العام الجاري... وتعكف حالياً على تعديل عدد من أنظمتها لتتماشى والتطورات الدولية. وعلمت "الحياة" ان الرئيس لحود جمع هوفنانيان وخوري وبحضور رئيس اللجنة النيابية للشباب والرياضة إميل إميل لحود لهذه الغاية... وفي ظل ارتفاع أسهم بقاء هوفنانيان وزيراً في الحكومة الجديدة المزمع تشكيلها و"التوافق" على استمرار خوري في منصبه الاولمبي، ومن باب موجة التمديد والتجديد القائمة، لكن وفق صيغة نهضوية لا بد منها تتطلب تضافر جهود الجميع.