هددت جماعة إسلامية بقتل سائق أردني تحتجزه اذا لم تنسحب الشركة التي يعمل لمصلحتها في العراق، في وقت أكدت كانبيرا أنها ما زالت تتحقق من أنباء عن خطف اثنين من مواطنيها والتهديد بقتلهما في حال لم تسحب قواتها. وجاء ذلك فيما أعربت وسائل اعلام ايطالية عن خيبة أملها من تصريح رجل الدين العراقي عبدالسلام الكبيسي الى تلفزيون ايطالي بأن الرهينتين ربما خطفتا على يد عملاء سريين من بلد أجنبي. أعلنت مجموعة عراقية مسلحة تطلق على نفسها "سرايا أسود التوحيد" في شريط فيديو بثته قناة "الجزيرة" القطرية خطفها سائق شاحنة أردنياً وهددت بقتله ما لم تنسحب الشركة التي يعمل لمصلحتها في العراق في غضون 48 ساعة. وظهر السائق في الشريط محاطاً بثلاثة مسلحين وهو يعرض جواز سفره الأردني وظهر اسمه عليه "تركي سمر خليفة البريزات" وكذلك رقمه. وأفادت القناة ان السائق اعترف في الشريط بنقل الوقود الى الجيش الأميركي. وهددت المجموعة بقتل الرهينة في حال لم توقف الشركة التي يعمل فيها نشاطها في العراق. في ايطاليا، أفادت صحيفة "كورييرا دي لا سيرا" أن التصريحات الأخيرة للشيخ عبدالسلام الكبيسي الناطق باسم "هيئة علماء المسلمين" في العراق تعتبر بمثابة إعتراف بأن الهيئة لا تستطيع المساعدة في تحرير الرهينتين. وكان الكبيسي صرح لتلفزيون "راي - 3" الحكومي أول من أمس بأن المسلحين الذين يحتجزون الرهينتين سيمونا باري وسيمونا توريتا "هم مجموعة جديدة لا يبدو أن لها علاقة بحركة المسلحين" الذين يقاتلون القوات الأميركية في العراق. وقال الكبيسي ان المسلحين "هم عناصر جهاز سري يسعون الى خلق مشكلات لمن يرغبون في مساعدة الشعب العراقي كما انهم لا يقبلون بالوجود الأميركي في العراق". وأضاف الكبيسي في مؤتمر صحافي أول من أمس: "نخشى من أن تعدم هاتين الايطاليتين على أيدي اشخاص يريدون تشويه سمعة المقاومة العراقية". في غضون ذلك، زار وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أبوظبي والدوحة في اطار جولة في الخليج سعياً لاطلاق الايطاليتين، وبحث القضية مع المسؤولين في البلدين. في استراليا، أكد وزير الخارجية ألكسندر داونر ان بلاده تحققت من عدم فقد أي من رعاياها الذين يعملون في العراق، بعدما أعلنت مجموعة اسلامية متطرفة خطف اثنين من الاستراليين. وأوضح داونر: "حتى هذا الوقت، لم نجد أي دليل على أن استراليين فُقدوا او خُطفوا، لكن علينا ان نبقى حذرين حول ما نقوله، لأن معلومات أخرى قد تصل". وزاد ان السفارة الاسترالية في بغداد اتصلت بالمدنيين الاستراليين ال88 المسجلين لديها. وأضاف: "حققنا أيضاً مع أربع شركات نعرف بأنها تستخدم استراليين، وجميع هذه الشركات حافظت على اتصالاتها بموظفيها الاستراليين"، لكنه أوضح أن واحدة منها تحقق الآن من جديد. وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم "كتيبة الرعب" المنبثقة من "الجيش السري الاسلامي" نشرت بياناً مساء أول من أمس في مدينة سامراء أكدت فيه أنها خطفت اثنين من الاستراليين واثنين من رعايا شرق آسيا. وهددت بقتل الأولين اذا لم تسحب استراليا قواتها من العراق في غضون 24 ساعة. وتنشر استراليا حوالى 850 جندياً في العراق. يذكر أن وجود قوات استرالية في العراق هو أحد أبرز مواضيع حملة الانتخابات في استراليا التي تبدأ في التاسع من تشرين الاول اكتوبر المقبل، اذ يتساوى الائتلاف المحافظ برئاسة رئيس الوزراء جون هاورد مع حزب العمال المعارض. وكان رئيس حزب العمال مارك لاتهام تعهد سحب معظم القوات الاسترالية من العراق في حال انتخابه، وأكد ان قرار هاورد إشراك استراليا في اجتياح ذلك البلد واحتلاله جعلها عرضة للمزيد من موجات العنف. وكانت السفارة الاسترالية في جاكرتا تعرضت لهجوم انتحاري بسيارة ملغومة الخميس الماضي، ما أدى الى مقتل تسعة اشخاص واصابة 182 آخرين. وهددت "الجماعة الإسلامية" في شرق آسيا في بيان نشر على الانترنت اخيراً استراليا بالمزيد من الهجمات ما لم تسحب جنودها من داخل العراق والدول المجاورة. وصرح هاورد للاذاعة الاسترالية المحلية: "لا نتفاوض مع الارهابيين"، مضيفاً: "نأمل جميعاً ونصلي بأن تكون هذه المعلومات خاطئة".