قدم ولي عهد سلطنة بروناي أمس عروسه المراهقة الى العالم في احتفال تقليدي مبهرج، حضره قادة آسيويون وأفراد من أسر ملكية عربية. ووصل زفاف العام في آسيا الى ذروته حين ظهر الامير المهتدي بالله بلقية مرتدياً تاجاً ذهباً وعروسه الطالبة في المرحلة الثانوية سارة بنجيران صالح 17 عاماً التي كانت تتلألأ بالألماس، امام مئات المدعوين من كبار الزوار. وحضر قادة اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة والفيليبين وأفراد العائلات الملكية من السعودية والبحرين واليابان حفلة الزفاف التي أقيمت في قصر سلطان بروناي ذي القبة الذهب، وهو اكبر مساحة من الفاتيكان وتوجد فيه 1788 غرفة. وتلا رجل دين بارز دعاء، فيما رفع العروسان اللذان تألقا في زي المالاي من اللون الازرق الملكي، ايديهما ابتهالاً. وزينت العروس اذنيها بقرطين من الألماس في حجم الزيتونة وحمل الامير خنجراً تقليدياً. وأطلقت المدفعية 21 طلقة في العاصمة تحية للعروسين، وامتلأت الشوارع بلافتات تحمل صوراً للزوجين الملكيين فوق أراض مرتفعة مزروعة بالورود الصفر،اللون الملكي لبروناي. واصطف آلاف المهنئين في الشوارع امام القصر في انتظار إلقاء نظرة على الزوجين. وعقد قران العروسين في مسجد يوم السبت الماضي، وبتقديم الأمير زوجته الجديدة للناس أمس تنتهي مراسم الزواج الممتدة منذ أسابيع. وتجول العروسان، عقب انتهاء الاحتفال، في شوارع العاصمة الهادئة في سيارة "رولز رويس" مكشوفة مرصعة بالذهب في بداية احتفالات شعبية على نطاق ضيق. وتعتبر الاحتفالات التي تقدر تكلفتها بنحو خمسة ملايين دولار مقتصدة مقارنة بالمقاييس الملكية في السلطنة الصغيرة، بما يتفق مع اتجاه جديد الى ترشيد الانفاق في القصر الذي شهد ذات يوم فضيحة مالية. وكان السلطان حسن البلقية، والد الامير، استدعى المطرب العالمي مايكل جاكسون قبل ثماني سنوات لإحياء حفلة مجانية للجماهير في مناسبة عيد ميلاده الخمسين. ولم يكن الأمير جفري، شقيق السلطان حسن بلقية الذي حكم البلاد حين انهارت المبراطورية التجارية، والذي يعيش في منفى اختياري، ضمن قائمة المدعوين الرسمية لزفاف اليوم. ويقيم السلطان الذي لا يزال أحد أغنى أغنياء العالم اليوم مأدبة عشاء لأهم ضيوفه.