أعادت سلطات الاحتلال الاسرائيلي فتح معبر رفح البري الحدودي مع مصر أمس بعد إغلاقه ثلاثة اسابيع متتالية ادت الى تكديس آلاف الفلسطينيين على الجانب المصري للمعبر، وعبر نحو ألف من المواطنين الفلسطينيين المنفذ الحدودي أمس. وأعلن المدير العام للمعابر الفلسطينية سليم أبو صفية أن الموظفين في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من المعبر استأنفوا عملهم لاستقبال العالقين علي الجانب المصري الذين يقدر عددهم بأربعة آلاف فلسطيني، معرباً عن أمله في ألا تتم عرقلة مرور الفلسطينيين تحت أي حجج من الجانب الاسرائيلي. واشار الى أن الارتباط الاسرائيلي أبلغ الجانب الفلسطيني أنه سيفتح المعبر ثلاثة ايام لاستقبال العالقين على المعبر. وقال انه تم إلغاء القرار الاسرائيلي بمنع الذكور من الفلسطينيين الذين تتراوح اعمارهم ما بين 16 و35 عاماً من السفر عبر المعبر، وانه سيكون مفتوحا في الاتجاهين اعتباراً من يوم غدٍ امام الجميع، موضحاً أن الجانب الفلسطيني اقترح ادخال آلاف العالقين منذ ثلاثة اسابيع على المعبر والمنتظرين في فنادق العريش شمال سيناء. وزاد أن الايام الثلاثة الاولى ستشهد ادخال نحو 1500 شخص يومياً إذا ما سارت الامور بشكل طبيعي. وقال انه تم الاتصال مع الجانب الاسرائيلي لإدخال اكبر عدد ممكن يوميا والسماح للمرضى وكبار السن بالدخول أولا. وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي اغلقت في 18 تموز يوليو الماضي معبر رفح، المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة على العالم الخارجي. واستدعت وزارة الخارجية المصرية الاربعاء الماضي السفير الاسرائيلي في القاهرة وابلغته احتجاج مصر الشديد على استمرار اغلاق معبر رفح الحدودي، اذ ابلغ وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط السفير الاسرائيلي "وبأكبر قدر من الحزم" بضرورة ان تعمل اسرائيل على مراعاة مسؤولياتها تجاه مأساة الفلسطينيين الذين يتكدسون على المعبر، وحمل اسرائيل مسؤولية المأساة الانسانية التي يعيشها الفلسطينيون العالقون عند المعبر. وقال انه بعث برسائل عاجلة الى الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان وإلى مفوضية الاتحاد الاوروبي للتصدي لهذه المأساة التي نتجت عن الاجراء الاسرائيلي. وكانت ثلاث حالات اجهاض لنساء حوامل حدثت على الجانب المصري من المعبر، كما رفضت اسرائيل ادخال جثتين احداهما لسيدة فلسطينية تدعى يسرا عوض عبد الفتاح، والاخرى لطفل فلسطيني يدعى مهند رحمي، توفيا بينما كانا يتلقيان العلاج من مرض السرطان في القاهرة، ما اضطر ذويهما الى دفن الجثتين في مقابر أسر مصرية في رفح، كما تمت ولادة طفل فلسطيني اطلقت عليه أمه "معبر" الاسبوع الماضي. وقام المسؤولون المصريون في المعبر أمس بتوفير عدد اضافي من الباصات لنقل الفلسطينيين بين الجانبين اذ تم ادخال اول مجموعة من الفلسطينيين. وصرح مصدر مسؤول في ميناء رفح البري بأنه تم تنظيم اجراءات العبور للتيسير على الفلسطينيين، اذ تم ترتيبهم طبقا لأولوية الوصول مع مراعاة الحالات الانسانية والمرضية. وأجرى وزير الصحة المصري الدكتور محمد عوض تاج الدين اتصالاً هاتفياً بوكيل وزارة الصحة في شمال سيناء الدكتور سعد المغربي لتوفير كل الخدمات والرعاية الصحية والادوية للفلسطينيين الموجودين في ميناء رفح الى حين دخولهم الأراضي الفلسطينية خصوصاً الاطفال، وكبار السن، والسيدات الحوامل، ومتابعة أي امراض تظهر بين الفلسطينيين في ظل الوجود الجماعي داخل الميناء. من جهته، قال مدير الحجر الصحي في شمال سيناء الدكتور محمد السرنجاوي إنه تردد على عيادة الحجر الصحي في ميناء رفح البري خلال فترة اغلاق الميناء اكثر من 2500 حالة مرضية من الفلسطينيين وتم صرف الادوية بالمجان وتوفير الرعاية الصحية لهم وتحويل 16 حالة مرضية منهم الى مستشفى رفح المركزي نظراً لظروفهم الصحية الحرجة. وبدأت أجهزة وزارة الصحة المصرية شمال سيناء في تطعيم الفلسطينيين والمقيمين بالفنادق ولدى أقاربهم في العريش والشيخ زويد ورفح، كإجراء وقائي قبل دخولهم مناطق الحكم الذاتي، خصوصا ضد الالتهاب السحائي والحمى الشوكية، كما تم رفع حال الاستعداد بالمستشفيات العامة والمركزية في دائرة المحافظة لاستقبال الفلسطينيين وتطعيمهم قبل عبورهم عبر ميناء رفح. وجهزت جمعية الهلال الاحمر المصري عددا من الحقائب اللازمة في حالات الولادة لتوزيعها على السيدات الفلسطينيات الحوامل تحتوي على جميع حاجات الام والطفل خلال الايام الأولى للولادة. وأعرب السفير الفلسطيني في القاهرة زهدي القدرة عن شكر السلطة الفلسطينية للرئيس حسني مبارك ومصر حكومة وشعبا لدعم القضية الفلسطينية. وأعلن أن السفارة الفلسطينية ستتحمل تكاليف سفر الفلسطينيين من مصر الى قطاع غزة بالاتوبيس للأفراد والحقائب على نفقة متبرعين من رجال الاعمال الفلسطينيين. وقال إنه تم الاتفاق مع المسؤولين الفلسطينيين في الجانب الاخر على عدم ايفاد اي فلسطيني حتى يتم ادخال جميع الفلسطينيين الموجودين في معبر رفح في الجانب المصري.