بصفتي لبنانياً، وخصوصاً جنوبياً، صعقني مقال علي شرارة في بريد 21/4، واستغربته، وحاولت أن أضعه في خانة ما تناسبه، فعجزت. أولاً كون السيد نصرالله قد أعلن تأييده لدولة القانون، والله قد صدق. والسبب هو أن "حزب الله" ليس حزباً ميليشياوياً. والدليل هو قبول كل هذه الأحزاب، بما فيها الدولة بكامل مؤسساتها، ل"حزب الله" وما يمثله من دور مقاوم ناجع. ولم نسمع ان هذه الأحزاب قد طلبت يوماً أن تعيد وجودها على أساس ميليشيا، كما كانت، تحت ذريعة ان "حزب الله" لا يزال يحتفظ بسلاحه، بل توافق على أن الحزب حالة خاصة، وتعترف به على أنه حزب مقاوم ويقوم بعمله بأمانة ومسؤولية. ولا يزال يقوم بهذا الدور لمصلحة الوطن بكل أطيافه، وبخطوات محسوبة، باعتراف كل لبناني ومسؤول، مقدماً التضحيات التي عجز عن تقديمها غيره بالمستوى والنجاح نفسهما. وقد اثمرت التضحيات. ومن الصعب أن تجد ميليشيا تلتف حولها، وتؤيدها شريحة كبيرة على مساحة الوطن. ولأن هذه الأحزاب واعية، ولديها ثقة بهذه المقاومة، فإنها لا تتعاطى مع الاخفاقات الصغيرة وغير الجوهرية، اذا ما برزت، لتعلنها كما تعلنها أنت! والعجيب هو في آخر مقالتك. فإنك تغرق الحزب وقيادته بالنصائح، وكأنك تقتبس كل هذه النصائح من الصحافة العبرية او الأميركية لا فرق، لأن الجهتين حريصتان مثلك على شعبية "حزب الله" والمقاومة التي ترشق كل اليوم بالورود والرياحين. ألمانيا - حسين مروة كاتب في صحيفة محلية ألمانية