قال محقق عسكري اميركي اول من امس في جلسة استماع لمجندة اميركية التقطت لها صور وهي تسحب سجيناً عراقياً عارياً برباط من عنقه، ان الجنود الاميركيين الذين أساؤوا معاملة السجناء العراقيين في سجن ابو غريب فعلوا ذلك "لمجرد التسلية". وظهرت المجندة ليندي انغلاند الحامل في جلسة الاستماع الافتتاحية في محكمة عسكرية في قاعدة فورت براغ في ولاية نورث كارولينا التي ستقرر ما اذا كانت ستحاكم عن انتهاكات حقوق السجناء التي اثارت حفيظة العالم العربي. ودخلت انغلاند التي كانت ترتدي زياً عسكرياً قاعة المحكمة قبل لحظات من بدء جلسة الاستماع متجاهلة عشرات من كاميرات اجهزة الاعلام والصحافيين. وداخل المحكمة اجابت "بنعم سيدتي" و"لا سيدتي" على اسئلة بسيطة ألقتها الكولونيل دينيس آرن التي تحقق في الاتهامات. وقال ضابط الصف بول آرثر المحقق الجنائي البارز في الانتهاكات التي وقعت في سجن ابو غريب ان انغلاند قالت في تصريح بعد حلف اليمين في كانون الثاني يناير الماضي قبل ثلاثة شهور من ظهور صور الانتهاكات على الملأ ان مسؤولها الرقيب تشارلز غارينر وضع الرباط في عنق السجين العراقي العاري وطلب منها ان تظهر في الصورة السيئة السمعة. لكن المدعي الرئيسي الكابتن كريستال جينينغز سأل آرثر هل توصل الى سبب قيام الجنود باساءة معاملة السجناء، فرد بالقول "أساسا لمجرد التسلية... وللتنفيس عن استيائهم". وانغلاند البالغة من العمر 21 عاماً متهمة مع ستة جنود اميركيين آخرين من الشرطة العسكرية في الفضيحة. وقالت انها كانت تتبع الاوامر عندما ظهرت في الصور التي كانت بينها صورة كانت تشير فيها الى الاعضاء التناسلية لسجين وسيجارة تتدلى من بين شفتيها. وعادت انغلاند من العراق بعد ان حملت. وقالت تقارير صحافية ان غارينر الذي وجه اليه الاتهام ايضاً هو والد الطفل. الا ان محاميها رفض تأكيد ذلك. وفي كوبنهاغن، اعترفت عسكرية دنماركية برتبة ضابط تم استدعاؤها من العراق بعد ورود تقارير عن اساءة معاملة السجناء انها منعت المياه عن احد المعتقلين وأجبرت آخر على الجلوس على الارض، لكن قالت ان ذلك لم يكن تعذيباً. وابلغت الكابتن آنيميت هوميل 37 عاماً صحيفة "بي تي" ان قائد القوات الدنماركية في العراق كان يؤيد عمليات الاستجواب التي كانت تجريها "لكن ذلك تغير فجأة وأمر بعودتي الى البلاد". واضافت هوميل ان مترجماً مدنياً دنماركياً من أصل عراقي وشى بها لأنه كان مهدداً بفقد عمله. وقالت ان المترجم تلقى تدريباً لمدة 10 أيام قبل إرساله إلى العراق وكانت لديه مشكلات في التأقلم مع النظام العسكري وتلقي أوامره من سيدة وبدا أنه لم يستوعب أن العملية خطيرة. واضافت أنه كان يتدخل خلال المقابلات وأوشك مرة على تبادل اللكمات مع ضابط آخر. وأصدر وزير الدفاع الدنماركي سورين جاد الثلثاء أمراً بعودة أربعة من قادة القوة الدنماركية في العراق عقب تقارير عن إساءة معاملة الاسرى العراقيين. ولم يدل الوزير بتصريحات في هذا الصدد قائلاً ان التحقيقات مازالت جارية. وقال جاد للتليفزيون الدنماركي: "الشكوك يمكن أن تتزايد حول تقييم القادة. ولذلك قررت إصدار أمر بعودتهم". وطبقا لتقارير أوردتها وسائل الاعلام في الدنمارك تعرض السجناء في العراق للضرب وحرموا من الماء وأجبروا على الوقوف في أوضاع غير مريحة لساعات طويلة خلال استجوابهم.