دخلت العلاقات الجزائرية - المغربية مرحلة جديدة من التوتر مع إعلان الجزائر رفضها إلغاء التأشيرة على المغاربة إلى غاية تقديم الرباط تفسيرات عن خلفيات قرارها إلغاء التأشيرة على الجزائريين "من دون تشاور مسبق". وتزامن ذلك مع وصف الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة المغرب ب"القوة المحتلة" في الصحراء الغربية. وأكدت الحكومة الجزائرية رسمياً رفضها إلغاء التأشيرة التي تفرضها على الرعايا المغاربة واتهمت الرباط بمحاولة "اثارة ضجة اعلامية وسياسية" تهدف من ورائها إلى "الاستفادة من النتائج الايجابية" التي تفرزها لدى الدول المعنية أو المهتمة بالنزاع على الصحراء والتي نشّطت مساعيها مع البلدين لتسهيل الحل. ويعتبر هذا الموقف الأول من نوعه منذ إعلان العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجمعة، إلغاء التأشيرة التي فُرضت على الجزائريين بعد تعرض سياح اسبان لاعتداء إرهابي في فندق "أطلس أسني" في مراكش في آب اغسطس 1994. وكان وزير الخارجية عبدالعزيز بلخادم ثمّن في البداية المسعى المغربي، لكن الموقف الجزائري الجديد جاء على نحو معاكس للتقارب بين البلدين. وأوضحت "وكالة الأنباء الجزائرية" الرسمية، نقلاً عن مصدر رسمي لم تحدده، أن قرار الرباط إلغاء التأشيرة تم "من دون مشاورات مسبقة، ودائماً بأسلوب احادي الجانب، ... ومن دون شرح دوافعه". ورأى المصدر الرسمي ان هذا القرار "لا يغير في شيء السلوك الدائم والمعتاد للسلطات المغربية تجاه الجزائر" والذي يرتكز على القرارات "الانفرادية والمفاجئة". ونفت الجزائر في شدة مزاعم تحدثت عن حصول توافق بين البلدين في خصوص ملف إلغاء التأشيرات وتنقل الأشخاص. وقال البيان ان هذا الموضوع "لم يكن محل نقاش" في اجتماع اللجنة القنصلية والاجتماعية بين البلدين يومي 21 و22 حزيران يونيو الماضي في الرباط "كما لم يتم إجراء نقاشات غير رسمية" في شأنه. ولفت إلى أن قرار المغرب الأخير "لم يشكل موضوع مشاورات مسبقة بين البلدين". وفي سياق تصعيد الموقف، وزعت الوكالة الجزائرية مساء الثلثاء، نص رسالة وجهها الرئيس بوتفليقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان جاء فيها تأكيده رفض الجزائر "كل محاولة لحشر مشكلة الصحراء الغربية ضمن سياق مغربي - جزائري". واعتبر مثل هذه المحاولات التي تقوم بها الرباط "مجرد ضرب من ضروب المماطلة والتعطيل لأن الجزائر ليس في مقدورها ولا هي تريد أن تحل محل الشعب الصحراوي في تقرير مستقبله". وقال بوتفليقة، في رسالته، ان الجزائر متمسكة بموقفها الذي يرتكز على قناعة أساسية هي أن "مسألة الصحراء الغربية مشكلة تصفية استعمار"، وان حلها يتحقق بتمكين الشعب الصحراوي من "ممارسة حقه في تقرير المصير". ووصف بوتفليقة المغرب ب"القوة المحتلة" في الصحراء. وأكد دعمه أي اتفاق يحصل بين الطرفين، المغرب وجبهة "بوليساريو"، لكنه جدد استعداد الجزائر لتطوير وتوسيع العلاقات مع المغرب "ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً". وقال إن حكومته لا ترهن هذا المسعى "بأي شرط مسبق".