أفادت مصادر متطابقة، أمس، أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قبل طلب استقالة تسلمه من الفريق محمد العماري، رئيس أركان الجيش الجزائري، بداية تموز يوليو الجاري. وأوضح مصدر مطلع أن بوتفليقة استقبل، الأحد، في مكتبه في رئاسة الجمهورية الفريق العماري وحاول على مدى ساعتين إقناعه بالعدول عن الاستقالة، لكن الأخير تمسك بها. ولم تعلن رئاسة الجمهورية حتى مساء أمس استقالة العماري. كذلك لم تعلنها وزارة الدفاع ولا هيئة أركان الجيش، علماً أن اللواء قايد صالح، قائد القوات البرية، يتولى حالياً مهمة رئاسة الأركان بالنيابة. وغاب العماري عن الجزائر خلال زيارة وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال أليو - ماري يومي 16 و17 تموز يوليو الجاري. وأكدت مصادر متطابقة يومها أنه "في عطلة مرضية للعلاج في إسبانيا". ونفى وزير الداخلية يزيد زرهوني يومها "إشاعات" عن استقالته وقال انه سيعود إلى مكتبه. وفي حين اشارة مصادر إلى أن استقالة العماري مرتبطة بمواقفه الشخصية، بعدما اعترض على دعم المؤسسة العسكرية ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية ثانية، فإن أوساطاً أخرى تقول انه كان ينوي الاستقالة منذ فترة طويلة وانه تمسك بها هذه المرة بعدما أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية تفويضاً شعبياً كبيراً لبوتفليقة.وتولى العماري رئاسة الأركان في تموز يوليو 1993. وهو أحد أبرز وجوه المؤسسة العسكرية التي تولت إدارة الصراع ضد الجماعات الإسلامية.