سلمت السلطات الأميركية إلى الرباط خمسة معتقلين يتحدرون من أصول مغربية كانوا نُقلوا من أفغانستان إلى غوانتانامو، في مقدمهم عبدالله تبارك الحارس الشخصي لزعيم "القاعدة" أسامة بن لادن. والأربعة الآخرون هم: محمد أوزار ومحمد مازوز ورضوان الشقوري وإبراهيم بن شقرون. وتبيّن ان عبدالله تبارك أكبرهم سناً 50 عاماً، في حين أن المعتقلين أوزار وبن شقرون لا يتجاوزان ال 25 من العمر. وأعلن مكتب الادعاء العام لمحكمة الاستئناف في الرباط ان المرحّلين "سيخضعون تحت إشرافه لبحث تمهيدي يستند الى القوانين المعتمدة. الا أن المكتب لم يوضح التهم الموجهة اليهم والتي يرجح أن تشمل اسباب اقامتهم في أفغانستان ومدى ارتباطهم بتنظيم القاعدة، وإمكان تورطهم في تجنيد ناشطين لتنفيذ عمليات في المغرب". ولا بدّ من الاشارة الى ان اسماء بعض المرحلين وردت في التحقيقات الخاصة بخلية "القاعدة" التي فُككت قبل أكثر من عامين، في اعقاب اكتشاف تخطيطها لتنفيذ تفجيرات في مدن مغربية ومهاجمة سفن تابعة لحلف الأطلسي في مضيق جبل طارق. وورد اسم عبدالله تبارك في تحقيقات كشفت مساهمته في تسهيل هروب زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن لدى محاصرته في جبال تورا بورا نهاية 2001. إذ بقي يستخدم هاتف الاخير الخاضع للتنصت، حتى وصول الأميركيين اليه. ووصف اعتقال تبارك وقتذاك بأنه الخطوة الأكثر قرباً لاعتقال بن لادن. وأظهرت تحقيقات اخرى أجريت مع زهير الثبيتي احد معتقلي خلية "القاعدة" في المغرب، أن تبارك مهد للقائه مع زعيم "القاعدة"، وشجعه بعد ذلك على الزواج من مغربية وأرشده إلى الاتصال بالشيخ أحمد رفيقي الملقب ب "أبو حذيفة" لانجاز هذا الامر. ودانت محكمة مغربية أبو حذيفة بالسجن ثلاثين سنة مع شيوخ آخرين من تيار "السلفية الجهادية"، اتهموا بالتورط بالهجمات الانتحارية في الدار البيضاء العام الماضي. وكشفت التحقيقات ايضاً، ان ابنة عبدالله تبارك، حبيبة، تزوجت سعيد بوجعدية الطباخ الخاص لأسامة بن لادن. وكانت مصادر تحدثت عن وجود أكثر من 30 معتقلاً من أصول مغربية في غوانتانامو. غير أن حيازة بعضهم جنسيات اسبانية مثل حامد عبدالرحمن، وفرنسية مثل عبدالسلام رسوان، وبريطانية مثل أحمد رحال، جعلت تسليمهم الى المغرب يرتبط بالجنسيات الأخرى التي يحملونها وبالدول التي تطالب باستعادتهم. وتحدثت المصادر ذاتها عن احتمال وجود محمد بن موجان ضمن المعتقلين، وهو شقيق رجاء بن موجان التي قتلت في هجوم أميركي على مدينة قندهار الافغانية. وكانت متزوجة عرفياً من السعودي زهير الثبيتي الذي اعتقل ضمن خلية "القاعدة" في المغرب قبل أكثر من عامين، بعدما دين على غرار هلال جابر العسيري وعبدالله بن المسفر الغامدي، بالتخطيط لتفجير بواخر تعبر مضيق جبل طارق ومنشآت سياحية ومدنية مغربية. وهم ينفذون احكامهم في سجون سعودية.