قال محلّلون اقتصاديون في بغداد، أمس السبت، ان شركات ومكاتب الوساطة التي تعمل في اطار بورصة بغداد تبحث عن الوسائل التي تمكّنها من"تطوير دائرة نشاطها وحجم تداولاتها الاستثمارية"، واستقطاب"أكبر عدد ممكن"من حاملي الأسهم في الشركات والمصارف المساهمة لديها. وأوضحوا ان عدداً كبيراً من أصحاب هذه الشركات والمكاتب يتحدث عن الأسباب التي تقف وراء هذه الخطوة بالقول انهم يتطلعون إلى مرحلة مقبلة قد لا تستطيع فيها مكاتبهم الحالية أن تستوعب الاستحقاقات المنتظرة، في ضوء حجم التداولات الاستثمارية،"خصوصاً عندما يعود مسؤولو البورصة للمستثمرين وهم يحملون اعلان مجلس الوزراء السماح لغير العراقيين بالاستثمار في البورصة". وقد اتخذ بعض أصحاب تلك الشركات خطوات عملية تنطلق من واقع تصورهم لنتائج المرحلة المقبلة، منها البحث عن دور وعقارات تصلح لاتخاذها مقار جديدة لممارسة نشاطهم، بعد تأهيلها بشكل يتلائم مع طبيعة عملهم. وتتحدث بعض الجلسات المشتركة للمستثمرين عن واحدة من شركات الوساطة تديرها امرأة مستثمرة استأجرت أحد البيوت الفارهة في وسط بغداد، ليكون مقراً لشركتها، وانها جهّزته بمستلزمات عمل وتأسيس وتكييف بلغت قيمتها أكثر من 200 مليون دينار، فيما يبلغ رأس مال الشركة بليون دينار. وقال المستثمر في البورصة، عباس طلاب العابدي، ان مثل هذه الخطوات"يتيح المجال النفسي أمام المستثمرين العرب والأجانب لاتخاذ ما يرونه مناسباً"في شأن توظيف أموالهم عبر المكاتب الجديدة لشركات الوساطة التي تتوافر فيها"كل وسائل العمل العصري". وأضاف انها"خطوة نعتبرها ضرورية لأنها تعكس جانباً من الحياة الجديدة التي تعيشها حركة الاستثمار في العراق". وذكّر المحلّلون بأنه قبل الحرب الأخيرة على العراق اتخذ عدد كبير من شركات ومكاتب الوساطة غرفاً متواضعة في عمارات قديمة في بغداد لمزاولة نشاطاتها وتداولاتها. ويشير حمزة هلبون، وهو صاحب شركة وساطة اتخذ من إحدى شقق"عمارة مرجان"المطلة على ميدان التحرير في وسط بغداد، مقراً لعمله، إلى انه يبحث عن مقر جديد، حيث ان مكانه الحالي بات غير مناسباً، موضحاً انه استأجره قبل أعوام عدة عندما"كان ينسجم مع واقع حال المرحلة السابقة". أما حالياً فقد تزايد نشاط شركته وتضاعف عدد العقود التي يبرمها مع المستثمرين، واتسع معها حجم المبالغ التي تمثّلها هذه العقود. وأشار عضو سابق في مجلس ادارة البورصة إلى ان هذا التحول لم يعد يقتصر على شركات ومكاتب الوساطة وحدها، لافتاً إلى ان سوق العراق للأوراق المالية، التي يحلو للمستثمرين اطلاق تسمية"البورصة"عليها تشبهاً ببورصات العالم، تبحث حالياً عن مقر جديد يناسب حجم نشاطها الحالي. وقال ان ادارة البورصة نشرت اعلاناً طلبت فيه من أصحاب العقارات مراجعتها في حال توافر"بناية كبيرة وحديثة"لديهم تتسع قاعاتها للمستثمرين ووسطائهم معاً، وللتداول في بيع وشراء الأسهم"وفق أحدث الوسائل والتقنيات المتبعة في العالم".