سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المرشح الديموقراطي يشكو الإدارة الى اللجنة الانتخابية ... وحملة بوش تعتبر الأمر مثيراً للسخرية . السجلات العسكرية تنقلب على كيري وإعلانات "المحاربين القدامى" تضعف موقفه
تدور منافسة ضارية بين الجمهوري جورج بوش والديموقراطي جون كيري للفوز بأصوات العسكريين والمقاتلين القدامى في الانتخابات الرئاسية في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر المقبل مع عودة قضية السجلات العسكرية للمرشحين الى دائرة الضوء، في ما بدا ان الانتقادات التي استهدفت ماضي كيري كأحد ابطال حرب فيتنام اضعفت موقفه، بعدما كانت هذه القضية سابقاً أبرز نقاط ضعف بوش. فقد شنّت مجموعة من المقاتلين القدامى أثناء حرب فيتنام هجوماً جديداً ضد كيري عبر إعلان دعائي يندد بتصريحات له عام 1971 ينتقد فيها الجنود الأميركيين. وسبق لهذه المجموعة أن بثت إعلاناً تلفزيونياً مثيراً للجدل يشكك في شجاعة المرشح الديموقراطي أثناء حرب فيتنام. ويعرض هذا الاعلان الذي بث في موقع على الانترنت قريب من مجموعة المقاتلين القدامى تحت عنوان "سويفت بوت فيترانس فور تراث" مقاطع عن جلسات استماع لكيري امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ في 22 نيسان ابريل 1971، يقول فيها ان جنوداً اميركيين في فيتنام "قاموا بعمليات اغتصاب وقطعوا آذاناً، وقطعوا رؤوساً ... واطلقوا النار عشوائياً" او "دمروا قرى بكاملها ونهبوا الارياف في فيتنام الجنوبية". ويتضمن الاعلان تعليقات لثلاثة من المقاتلين القدامى. ويقول احدهم، جو بوندر، المصاب بجروح اثناء حرب فيتنام عام 1968 "ان الاتهامات التي وجهها كيري للمقاتلين في فيتنام مدمرة اكثر من جميع الجروح التي اصبت بها". اما كين كورديغ وهو اسير حرب سابق، فقال ان كيري يتهم الجنود الاميركيين بارتكاب "جرائم حرب. خاننا في الماضي فكيف يمكن ان نثق به في الوقت الحاضر". واكد المقاتل الثالث، بول غالانتي وهو اسير حرب آخر اثناء حرب فيتنام، ان كيري "قدم للعدو مقابل لا شيء ما رفضت انا ورفاقي الاسرى في معتقلات فيتنام الشمالية ان نقوله تحت التعذيب ... كيري دنس شرف بلاده وكذلك المقاتلين الذين حاربوا معه. لقد خانهم". وسبق لمجموعة "سويفت بوت فيتيرانس فور تراث" ان نشرت اعلاناً دعائياً في الايام الاخيرة على قنوات متلفزة عدة في اطار الحملة الانتخابية يتهم كيري بأنه كذب في شأن الجروح التي اصيب بها اثناء الحرب وبالغ في "بطولته" في مواجهة العدو. ويمول جزءاً كبيراً من هذا الاعلان الانتخابي رجل اعمال من تكساس قريب من الجمهوريين. ورفع كيري شكوى للجنة الانتخابية المكلفة السهر على حسن سير العملية الانتخابية، متهماً منتقديه "بعلاقات غير شرعية" مع هيئة اركان الحملة الانتخابية للجمهوريين. وأعلنت هيئة اركان المرشح الديموقراطي في بيان انها "قدمت شكوى ضد جمعية "سويفت بوت فيترانس فور تراث" امام اللجنة الفيديرالية الانتخابية بتهمة انتهاك القانون ببثها اعلانات دعائية غير صحيحة تم تنسيقها بطريقة غير مشروعة مع هيئة اركان حملة بوش -تشيني". غير ان المسؤولين عن حملة بوش اعتبروا الشكوى "مثيرة للسخرية". وقال ستيف شميدت، الناطق باسم الحملة الانتخابية للرئيس بوش في ارلينتون فيرجينيا - شرق في ضاحية واشنطن "انها شكوى مثيرة للسخرية حتى ان رئيس استراتيجيي حملة الديموقراطي جون كيري، اقر بأن ليست لديه ادلة كافية لدعمها". وقد أضعفت هذه الاعلانات موقف كيري الى حد كبير. اذ اشار استطلاع للرأي اجرته شبكة التلفزيون الاميركية "سي بي اس" ونشرت نتائجه أول من امس الى فوز بوش بتأييد 55 في المئة من قدامى المقاتلين في مقابل 37 في المئة لكيري. قمصان في هانوي دعماً لكيري وأمام موقف قدامى المحاربين هؤلاء، وقفت مجموعة أخرى من قدامى المحاربين المؤيدين لكيري مقيمين في هانوي ببيع قمصان قطنية تؤيد مرشح الحزب الديموقراطي في جهوده للوصول الى البيت الأبيض. وتحمل القمصان القطنية التي تباع بخمسة دولارات عبارة "الأميركيون في الخارج يؤيدون كيري" في المقدمة وصورة لوجه الرئيس بوش مشطوباً عليها. ويصوت العسكريون وقدامى المقاتلين بصورة عامة للجمهوريين، وقد جعل الرئيس بوش من دوره كقائد للحرب على العراق ومن رده على اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 عنصرين بارزين في حملته الانتخابية. ومن جهته، سعى كيري للتعويض عن تراجعه امام بوش على هذا الصعيد، فتحدث مراراً عن الاوسمة التي منحت له لمشاركته في حرب فيتنام في نهاية الستينات واحاط نفسه بمقاتلين قدامى خاضوا هذه الحرب التي قتل فيها نحو 50 الف جندي اميركي. كما اتهم كيري خصمه بأنه لم يحسن ادارة النزاع في العراق الذي اوقع منذ اندلاعه في آذار مارس 2003 حوالى 950 قتيلاً من الجانب الاميركي. ويبلغ عدد العسكريين في الولاياتالمتحدة 4،1 مليون، يضاف اليهم حوالى 2،1 مليون عنصر من قوات الاحتياط والحرس الوطني. اما المقاتلون القدامى فعددهم 27 مليوناً اي ما يقارب 20 في المئة من الناخبين. وقد ضاعف بوش المبادرات تجاههم. فأعلن عن خطة مدتها عشر سنوات لاعادة حوالى 70 الف جندي منتشرين في اوروبا وآسيا، مشيراً الى ان "ذلك سيخفض الضغط على جنودنا وعائلاتهم". كما تتضمن موازنته للعام 2005 زيادة بنسبة 5،3 في المئة في رواتب العسكريين تفوق الزيادة المقررة للموظفين. كما اقترح بوش هذا الاسبوع خلال حملته في ويسكونسين، احدى الولايات الاساسية في الانتخابات الرئاسية، زيادة المساعدة الشهرية الخاصة بالتعليم لجميع اعضاء الحرس الوطني وعناصر الاحتياط الذين تتم تعبئتهم لاكثر من 90 يوماً على التوالي. حملة بوش والإنفاق السخي على صعيد آخر، أفاد التقرير الشهري الذي تقدمه الحملة للجنة الانتخابات الفيديرالية أن حملة الرئيس الجمهوري أنفقت 45.8 مليون دولار في تموز يوليو، اغلبها على الإعلانات، لكنها ما زال لديها حوالى 32.5 مليون دولار لتنفقها قبل قبوله ترشيح حزبه الشهر المقبل. وتجاوز بوش الأرقام القياسية الأميركية في جمع التمويل بتلقيه 242 مليون دولار، بينما أنفق حوالى 209.5 مليون دولار. وتلقت حملة الرئيس 14 مليون دولار من المساهمات الشهر الماضي. ويأتي ذلك بينما ينتظر قبول بوش ترشيح الحزب الجمهوري له في الثاني من أيلول المقبل. وسيحصل على 75 مليون دولار من الأموال الفيديرالية لإنفاقها على الانتخابات العامة. وبمجرد قبوله الأموال، يلزم بإنفاق تلك الكمية فقط. وكانت حملة منافسه الديموقراطي جمعت في يونيو حزيران 186 مليون دولار وتلقى عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساشوستس 75 مليون دولار بعد قبوله ترشيح الحزب له أواخر الشهر الماضي.