صرح وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس، بأن بولندا لن تترك وحدها أبداً مرة أخرى من جانب حلفائها كما حدث قبل ستين عاماً أثناء انتفاضة وارسو الدامية والفاشلة ضد النازيين الذين كانوا يحتلون المدينة خلال الحرب العالمية الثانية. وقال باول للصحافيين ان "بولندا لن تترك وحدها مرة أخرى كما حدث منذ ستين عاماً"، مضيفاً أن بوسع البلاد، الاعتماد دائماً على مساندة الولاياتالمتحدة لها. وشارك باول الى جانب المستشار الالماني غيرهارد شرودر ونائب رئيس الوزراء البريطاني جون بريسكوت في احتفالات أجريت مساء امس، تخليداً لذكرى الانتفاضة التي بدأت في الاول من آب أغسطس 1944 واستمرت 63 يوماً وكان مصيرها الفشل. ونفى باول أن الولاياتالمتحدةوبريطانيا حليفتها في الحرب العالمية الثانية، خانتا بولندا أثناء الانتفاضة. وقال: "لا أعتقد أن كلمة خيانة هي الكلمة المناسبة وأعتقد أنه كانت هناك صعوبات بالنسبة الى الوصول إلى بولندا". وكان الاتحاد السوفياتي حليف الولاياتالمتحدةوبريطانيا، حال دون قيام الدولتين بإنزال مساعدات جواً إلى المتمردين البولنديين الذين كانوا يعانون من نقص الامدادات وسوء التسلح وكانوا يناضلون ضد القوات النازية المسلحة تسليحاً جيداً. من جهة أخرى، تساءل المؤرخ الخبير نورمان ديفيز عن سبب فشل بريطانياوالولاياتالمتحدة في ممارسة المزيد من الضغط على الديكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين من أجل مساعدة الانتفاضة. وكان نحو 180 الف بولندي من بينهم 18 الفاً من رجال المقاومة، قتلوا أثناء الانتفاضة التي دمرت على اثرها وارسو بناء على أوامر الزعيم النازي أدولف هتلر. وبعدما تخلت بولندا عن الشيوعية عام 1998، انضمت إلى حلف شمال الاطلسي الناتو بعد عشرة أعوام وإلى الاتحاد الاوروبي في أيار مايو الماضي. كما أصبحت من أكثر الشركاء قرباً الى الولاياتالمتحدة بعدما قدمت مساندة قوية للحرب الاميركية في العراق.