أظهرت رسائل الكترونية تبادلها الصحافي الاميركي المخطوف مع أصدقائه ومنظمة لحماية الصحافة انه تحرى قبل أيام من خطفه تدمير عسكريين ايطاليين سيارة اسعاف أسفر عن مقتل الموجودين داخلها. وفيما بثت محطة "ال بي سي" شريطاً يظهر اللبناني محمد رعد 27 مع خاطفيه، قال لبنانيان آخران أفرج عنهما أمس أنهما لم يدفعا فدية. وخطف ميكا غارين 36 عاما في 14 آب اغسطس على أيدي مجهولين في سوق الناصرية ولم يتبن أحد خطفه. وأوضح غارين في مراسلاته ان قوات ايطالية متمركزة في الناصرية جنوب اطلقت النار على سيارة اسعاف وقتلت اربعة ركاب وأعلنت ان الحادث ناتج عن انفجار سيارة. وكتب غارين في رسالة الكترونية ارسلها في 11 آب الى لجنة حماية الصحافيين "خلال المعارك بين القوات الايطالية وميليشيا جيش المهدي اطلق الايطاليون النار على سيارة اسعاف وقتلوا اربعة اشخاص. ثم اعلنوا انها كانت سيارة مفخخة". وكتب آنذاك انه اضطر في نهاية الاسبوع الذي تلا هذه الحادثة الى ترك القاعدة الايطالية التي كان يقيم فيها بعدما تعرض لاستجواب حول القضية ما قد يشير الى ان الحادثة التي يتكلم عنها وقعت بين 2 و8 آب. ونفى الناطق العسكري باسم الوحدة الايطالية في العراق الكابتن ايتوري سارلي في تصريحات نقلتها وكالة "انسا" الايطالية ان يكون الصحافي ابتعد عن معسكر ميتيكا. واكد سارلي "لم يكن هناك اي استياء من العسكريين الايطاليين من الصحافي الاميركي". وقال في تصريحات نقلتها "انسا" ان "الصحافي لم يبتعد عن معسكر ميتيكا الايطالي الذي كان يستقبله" منذ 11 حزيران يونيو مضيفا انه "بقي عندنا حتى 11 آب عندما اعاد الينا اذن الدخول الى القاعدة قائلاً انه يريد التوجه الى بغداد". وذكرت الشرطة العراقية ان اشتباكات وقعت في الناصرية في 5 و 6 آب بين عناصر من الميليشيا الشيعية وجنود ايطاليين أدت الى مقتل 4 مدنيين وجرح 10 آخرين. ويشير غارين في بريده الالكتروني الى انه وجد سائق سيارة الاسعاف وهو لم يصب كما استجوب 5 اشخاص آخرين اكدوا روايته للحادث وارسل صوراً وشهادات الى فريق محطة التلفزيون الايطالي الرسمي "راي2". واضاف في رسالة اخرى بعث بها الى غريغ كار الذي يدير مؤسسة كار في جامعة هارفرد "ان وزارة الدفاع الايطالية اتصلت بمحطة راي في ايطاليا وشكرتها لانها اعلمتها بالحادث ولكنها طلبت منها عدم بث شيء". وأضاف غارين: "ان الشرطة العسكرية الايطالية استجوبتني وفريق راي طوال 6 ساعات وعاملتنا كالمجرمين". وأضاف ان "القضاء الايطالي لا يطالني فأنا مواطن اميركي الا انني اخشى ان تتم ملاحقتي لأنهم فتحوا تحقيقا عسكريا. فما العمل؟". وكان غارين وهو مؤسس ومدير شركة "فور كورنرز ميديا" المتخصصة في محفوظات وثائق الفيديو والصور والنصوص ومقرها نيويورك وكولورادو يعمل على فيلم وثائقي حول الثروات الاثرية العراقية حين خطف.