عندما أرادت الولاياتالمتحدة الاستعانة برجل دين شيعي لتعزيز صدقية مجلس الحكم العراقي توجهت الى محمد بحر العلوم الذي ابيدت أسرته تقريباً لمعارضتها صدام حسين. وبعدما شاهد الرجل بلدته النجف تتعرض للقصف الأميركي، فقد الثقة بالنيات الأميركية، وقال إن "ملايين المعتدلين" من امثاله والذين رحبوا بالغزو العام الماضي "أصبحوا يعتبرون واشنطن عدواً الآن". وأضاف الرئيس السابق لمجلس الحكم العراقي المنحل أمس ان الأميركيين "حولوا المدينة المقدسة الى مدينة أشباح وينظر اليهم الآن على انهم يحملون كراهية كبيرة للنجف وللشيعة". وتساءل بحر العلوم عن سبب اصرار الأميركيين على اختلاق أزمة، بينما كان يمكن التوصل إلى حل سلمي مع الصدر. وقال انه كان يأمل في "أن يقود رئيس الوزراء اياد علاوي هذا الاتجاه إلا أنه اتخذ جانب القمع". وكان بحر العلوم من أعلى الأصوات انتقاداً لأعمال العنف التي أثارها الصدر وأتباعه الذين تحدوا سلطة رجال دين أكبر سناً مثل آية الله علي السيستاني وهو شخصياً. وتعرضت طبقة رجال الدين الشيعة لانتقادات من الطائفة لالتزامهم الصمت ازاء الهجوم الأميركي، خصوصاً السيستاني الذي أعرب عن أسفه لما يحدث، لكنه لم يستنكر الهجوم. وتوجه السيستاني الى لندن الاسبوع الماضي للعلاج من متاعب في القلب. ويقول مساعدون ان الاصابة لا تشكل خطراً على حياته. وينظر اتباع الصدر الى السيستاني المولود في إيران على انه رجل دين أجنبي، فضل اتباعه على رجال الدين العراقيين في الحوزة العلمية في النجف. وتحدى محمد صادق الصدر والد مقتدى سلطة السيستاني وصدام، وقتل عام 1999. ويقول بحر العلوم، الذي يعترف بأن السيستاني مرجع ديني، انه كان عليه "استنكار الهجوم الأميركي لو كان يعلم بكل تفاصيله". وأضاف: "السيد السيستاني مريض، ولا اعتقد بأنه يعلم بكل تفاصيل الدمار والقتل الذي يحدث في النجف". وزاد انه كان يمكن منح الصدر دوراً سياسياً في الحكومة العراقية "لتجنب المواجهة العنيفة، وليست هناك حكمة في ما يقوم به الأميركيون وعلاوي، لأن نتائج ما يحدث لا يمكن التنبؤ بها". ووجه بحر العلوم مذكرة احتجاج إلى علاوي طالبه فيها بوقف "القصف الأميركي الحاقد للنجف"، وأضاف: "ان قرار الاجتياح العسكري واللامبالاة، دون مشورة أهل الحل والعقد، قد يؤدي إلى وخامة العاقبة، والعالم بدأ يناشدكم أخذ الأمور بالتروي والحذر، والخشية أن يكون وراء هذا الاندفاع تيار لا يريد الاستقرار لهذا البلد وللحكومة وللشعب العراقي الأمن والاستقرار. إن تدخل أهل الحل والعقد ليصبحوا شركاء في وضع حلول لهذه المشكلة سوف لن يعيقكم عن أداء مهماتكم الوطنية، بل سيساهم في دعم المسيرة السياسية".