سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ادعى انه ابن الملك الحسن الثاني تارة وابن شقيقه طوراً . هشام المنظري قتل في ظروف غامضة في اسبانيا بعدما اتهم بسرقة أموال وتزويرها وتشكيل "الضباط الأحرار"!
عثرت الشرطة الاسبانية أمس على المغربي هشام المنظري مقتولاً في مدينة مالقا جنوب وسط البلاد، في ظروف غامضة، علماً ان الضحية الذي اطلقته السلطات الفرنسية قبل اسابيع، بعد متابعة قضائية بتهمة ابتزاز شخصية مغربية في قطاع الأعمال، لم يكن مسموحاً له بمغادرة التراب الفرنسي من دون اذن، كما انه تعرض لمحاولات اغتيال، يُعتقد بأن دافعها نزاعات مالية. ولم يصدر حتى مساء أمس أي رد من السلطات المغربية، رغم أن المنظري ما زال يحمل الجنسية المغربية حتى بعد سحب جواز سفره. ظهر اسم هشام المنظري في نهاية التسعينات قبل شهور من رحيل الملك الحسن الثاني، عندما أصدرت السلطات المغربية مذكرة الى الانتربول لجلبه الى الرباط، بتهمة التورط في اختلاس أموال للملك الراحل. واعترف المنظري، الذي كان موجوداً في الولاياتالمتحدة آنذاك، في مقابلات صحافية بأنه حوّل أموالاً من حساب الملك الى حسابه الخاص. وقال: "ما أقلق الحسن الثاني ليس المال الذي فقده بل المصير الذي آلت اليه الأموال"، في اشارة الى انه استخدمها لتمويل تنظيم اطلق عليه اسم "الضباط الأحرار" لمعارضة النظام. ثم اتهم المنظري بالعلاقة بتزوير عملات قيل انها كانت مخصصة لمصرف في البحرين، ومع انتقاله من الولاياتالمتحدة الى باريس، في العامين الاخيرين، سلّطت الاضواء على ملابسات يتداخل فيها الجانب المالي والسياسي، إذ اعتقلته السلطات الفرنسية قبل شهور في قضية وُصفت بأنها "ابتزاز". ويتعلق الأمر بقبول رجل الأعمال المغربي عثمان بن جلون، مالك اكبر مصرف خاص، تسليمه مبالغ مالية ضخمة. لكن، بعد الاتفاق على تسليمه الجزء المتبقي من الصفقة، أبلغ بن جلون الشرطة الفرنسية انه يتعرض لابتزاز، فاعتقلت المنظري قبل تسلّمه المبلغ. وما يزال الغموض والتساؤلات تحيط بهذه العملية. في الجانب السياسي، لم يكتف المنظري بتشكيل "المجلس الوطني للضباط الأحرار"، قبل حوالي عامين، اذ أدلى بتصريحات لصحف جزائرية قال فيها ان "المغرب متورط في دعم الارهاب في الجزائر". ونسب الى نفسه انه "ابن شرعي للملك الراحل الحسن الثاني"، بعد ان كان يقدم نفسه "مستشاراً له رفيع المستوى". غير ان قريبين الى محيط القصر أكدوا ل"الحياة" انه استغل وصيفة في القصر كان أقام معها علاقة للنفاذ الى داخله، وأنه كان يقدم نفسه مرات عدة بصفة الأمير هشام ابن عم العاهل المغربي محمد السادس، كونه يحمل الاسم ذاته هشام. وتفيد معطيات انه يتحدر من أسرة المنظري وكان أبوه يعمل في قطاع السياحة والأعمال في دولة خليجية، قبل أن يعود الى المغرب، وتمكن على رغم عدم بلوغه العقد الرابع من العمر من امتلاك ثروة لافتة، وعرف أنه كان من رواد أماكن اللهو والمراقص، وكان يتحرك أحياناً رفقة حراس. وسبق له ان تعرض الى محاولة اغتيال في باريس، قال عنها انه "لا يستبعد تورط مرتزقة فرنسيين" في محاولات تصفيته تلبية لطلبات جهات أخرى. غير أن أي طرف لم يتبن المحاولة أو غيرها. وان كانت مصادر تربط بين تعدد المحاولات وتصفية حسابات على طريقة المافيا.