قبل سنة كان فستس فان روين رجلاً ثرياً، راكمت شركته الامنية الجنوب افريقية العقود في العراق عبر تزويدها ديبلوماسيين ووزراء ومهندسي نفط حراساً شخصيين، بالاضافة الى تدريب قوات الشرطة العراقية. لكن الحظ سرعان ما تخلى عنه مطلع آذار مارس الماضي بعد توقيف اثنين من موظفيه و68 آخرين في زيمبابوي للاشتباه بأنهم مرتزقة واتهامه بالتحضير لقلب نظام رئيس غينيا الاستوائية تيودورو اوبيانغ نغيما. وتحاول شركة فان روين "ميتيوريك تكتيكل سوليوشن" تعويم نفسها خلافاً لرغبة جنوب افريقيا التي تسعى الى تلميع صورتها وتحسين وضعها بعد وصفها بانها معقل للمرتزقة. وقال فان روين ان "هؤلاء تصرفوا بشكل غير مسؤول" مشيراً الى ممثله السابق في العراق لوتجي هورن ومديره السابق في منطقة الشرق الاوسط هاري كارلز القابعين في سجن شيكوروبي الذي يخضع لحراسة مشددة في ضاحية هراري. وشجب "تصرفهما الذي وضع الشركة في خطر اضافة الى 43 شخصاً يعملون لدي وعائلاتهم". مؤكداً انهما كانا في عطلة عندما خاضا المغامرة التي قال انه يجهل عنها كل شيء. وكان هورن وكالرز برفقة سيمون مان العنصر السابق في القوات الخاصة البريطانية ومؤسس وكالة "اكزيكتوف اوتكام" للمرتزقة في جنوب افريقيا والتي تم حلها لدى توقيفهم في 7 اذار مارس في مطار هراري حيث كانوا سيشحنون اسلحة. وأدت قضية زيمبابوي الى خسارة شركة فان روين عقودها في العراق واتخاذ حكومة جنوب افريقيا قراراً بأنها تعمل بموجب قانون المساعدة العسكرية للخارج الذي يحظر منذ 1998 اي نشاط للمرتزقة مما يستوجب بالتالي اغلاقها. ولجأ فان روين الى القضاء معتبرا ان القانون يتمتع بمرونة كبيرة وانه يجب السماح لشركته بالاستمرار للفوز بالعقود المجزية التي يعرضها الاميركيون والبريطانيون في العراق. وبات التنافس شرساً في سوق المرتزقة مع وصول رجال اعمال وديبلوماسيين غربيين الى العراق مستعدين لدفع اسعار مرتفعة لحراس شخصيين قادرين على حمايتهم وتجنب الكمائن وعمليات الخطف. ونالت شركة فان روين عقدها الاول في العراق في اذار 2003 وارسلت الى هناك فريقاً من ثمانية رجال بينهم قناص ومساعد طبيب واختصاصي متفجرات لحماية ضابط اميركي رفيع المستوى. وقال فان روين "يتصرف رجالي مثل البوشمان سكان الصحارى الاصليين في جنوب افريقيا اي اذا كان عليهم ان يفروا من اي مكان فبإمكانهم ان يحرقوا من حولهم انطلاقاً من لا شيء". ويكسب "رجال" فان روين مبلغ 10 الاف دولار شهريا في البدء لكن ارتفاع الطلب ادى الى رفع الاسعار الى 30 الف دولار شهرياً. كما اشتكى فان روين من الشركات التي تطرد موظفيها لأن الجنوب افريقيين الذين تلقوا تدريبات ابان حكم التمييز العنصري يتمتعون بسمعة هي الافضل في العالم. وعلى رغم الهجمات اليومية في العراق، يعبتر فان روين ان في بغداد التي زارها مراراً "احياء معادية" الا انها ليست اكثر خطراً من اي مدينة اخرى في العالم. ويتباهى بكونه من جنوب افريقيا، معرباً عن اعتقاده بأن الحراس الشخصيين من بلده ليسوا مكروهين في العراق كالاميركيين او البريطانيين. وقال: "لا ننظر الى العراقيين بالطريقة ذاتها" مضيفاً "اذا قللت من احترامهم فإنهم سيامعلونك بالمثل".