عواصم - "الحياة" - ا ف ب - توفي البطل الأولمبي العداء التشيخي اميل زاتوبيك عن 78 عاماً بعد صراع طويل مع المرض. وكان زاتوبيك المعروف ب"قاطرة تشيخيا" ادخل المستشفى قبل اسبوعين إثر جلطة في الدماغ. وعانى زاتوبيك، اشهر رياضي في تاريخ بلاده، من المشكلات الصحية المتكررة في السنوات الأخيرة، منها عملية في عنق عظم الفخذ والتهابات شديدة في الرئة ومشكلات في القلب، وقد اصيب بجلطات دماغية عدة. وكان زاتوبيك أحرز ذهبية 10 آلاف م في دورة لندن عام 1948، وذهبيات 10 آلاف و5 آلاف م والماراثون في دورة هلسنكي عام 1952 محطماً الأرقام العالمية لهذه السباقات، وهو انجاز لم يحققه غيره حتى الآن في المسافات الطويلة. وحطم ما مجموعه 18 رقماً قياسياً عالمياً في سباقات عدة، وفاز 38 مرة متتالية خلال 6 سنوات بسباق 10 آلاف م دون ان يتعرض للهزيمة وذلك بين 1948 و1954. ونشأ زاتوبيك في عائلة متواضعة مؤلفة من ستة اولاد، وعشق العاب القوى منذ نعومة اظفاره. وعمل في مصانع باتا للاحذية صباحاً، وتابع دراسة الكيمياء مساء، لكنه كان يجد دائماً الوقت للركض مهما كانت الأحوال الجوية. وعندما انخرط في الخدمة العسكرية وكان في الثالثة عشرة من عمره توافرت له الشروط اللازمة لمزاولة هوايته المفضلة، وعلى رغم أن اسلوبه لم يكن رائعاً في الجري لكنه استطاع بفضل مؤهلاته ان يسطّر صفحات تاريخية على المستوى الأولمبي. وكان يرد على الذين ينتقدون اسلوبه: "انا لا امارس التزحلق الفني على الجليد، لكن المهم بالنسبة لي هو العدو بأكبر سرعة ممكنة". وكان اول الغيث في رحلة الألف ميل نحو الشهرة إحرازه ذهبية الألعاب الجامعية عام 1947 في سباق 5 آلاف. وخطف زاتوبيك العقول عندما نجح في ان يصبح اول عداء يجتاز مسافة 20 كلم في اقل من ساعة وتحديداً في 29 ايلول سبتمبر عام 1951. وإلى ألقابه الأولمبية الثلاثة في دورة هلسنكي، فإن زوجته دانا توجت بطلة لمسابقة رمي الرمح في اليوم ذاته الذي أحرز فيه ذهبيته في سباق 5 آلاف م. وساهمت انجازات زاتوبيك بترقيته الى رتبة قائد في الجيش وعين مدرباً مساعداً لإعداد العدائين العسكريين. وخاض زاتوبيك غمار سباق الماراثون في دورة ملبورن الاولمبية 1956وهو في الرابعة والثلاثين من عمره وبعدما خضع لعملية جراحية لازالة الفتق، فلم يرشحه كثيرون لإحراز الذهب، وبالفعل حل سادساً. وشارك في اخر سباق رسمي له في 11 حزيران يونيو عام 1957. وكانت لزاتوبيك مواقف سياسية معادية للاتحاد السوفياتي خصوصاً بعد اجتياح الأخير لبلاده في ما سمي بعملية ربيع براغ عام 1968، وهاجمه في المحافل الدولية وفي الالعاب الأولمبية في مكسكيو تحديداً عام 1968 عندما طالب اللجنة الاولمبية الدولية بمنع مشاركة رياضيي الاتحاد السوفياتي احتجاجاً على ما فعلته سلطاتهم. وأدت هذه المواقف الى طرد زاتوبيك من الجيش مدى الحياة كما فرضت عليه الاشغال الشاقة حيث عمل في منجم لمدة ست سنوات انتهت عام 1975. الرمز الابدي واعتبر لامين دياك رئيس الاتحاد الدولي لالعاب القوى لدى إعلامه بنبأ وفاة زاتوبيك بأنه "يوم حزين في تاريخ العاب القوى". وقال في بيان رسمي: "انه يوم حزين ليس فقط للعالم الرياضي فقط بل للأشخاص العاديين الذي تابعوا انجازات زاتوبيك وعرفوه بطلاً حقيقياً مدافعاً عن المبادىء الأساسية للحرية وكرامة الشعوب". وأضاف "تعتبر قصته مثالاً يحتذى به للجيل الجديد لأنه تخطّى حدود المعقول في تدريباته ورصانته وكان شغوفاً بما يقوم به". وتابع "لقد عاش زاتوبيك قمة المجد الاولمبي وفي الوقت ذاته عانى شظافة العيش وهذا ما يبقيه رمزاً أبدياً في رياضة ألعاب القوى".