أشهر رياضي في العالم في النصف الأول من الخمسينات، وأول تشيكي يحرز ميدالية ذهبية لبلاده في ألعاب القوى في الدورات الاولمبية، وهو أول عداء في العالم يقهر حاجز الارهاق في سباقات المسافات الطويلة، واعتاد انهاء سباقاته اقوى مما بدأها. وكان زاتوبيك أذهل العالم اولاً بأسلوبه الغريب في العدو الذي يتعارض مع قوانين السرعة لأنه اعتاد الميل بكتفيه يميناً ويساراً مما يفقده وقتاً ثميناً. زاتوبيك الذي لم يكمل تعليمه واتبع أسلوباً غريباً في العدو وكان وجهه نموذجاً للألم حقق انجازات تخالف الحقائق الثلاث السابقة. أجاد خمس لغات وتحدث بها في المؤتمرات الصحافية متفوقاً على كل أبطال الدول الاخرى الذين نالوا درجات الماجستير. سجل 16 رقماً عالمياً في 8 سباقات مختلفة، وهو العداء الوحيد في التاريخ الذي كسر الرقم القياسي لهذا العدد من السباقات. في سباق 5000 متر سجل 2،57،13 دقيقة العام 1954، وفي سباق 10 آلاف متر كسر الرقم 5 مرات من 2،28،29 دقيقة العام 1949، ووصل به الى 2،54،28 دقيقة العام 1954. وامتلك الارقام القياسية لسباقات 6 و10 و15 ميلاً و20 و25 و30 كيلو متراً خلال الفترة من 1949 الى 1955. لم يترك زاتوبيك مجالاً للتفوق إلا وطرقه. وفي دورة هلسنكي الاولمبية 1952 اصبح أول زوج يحرز ميدالية ذهبية في دورة واحدة مع زوجته، ونال التشيكي الفذ ثلاث ذهبيات وحصلت زوجته دانا على ذهبية رمي الرمح. * شكراً للعسكرية كان زاتوبيك مغرماً بالعدو والسباقات ولكن دون تمرين حقيقي حتى انخرط في الخدمة العسكرية العام 1945، ووجد في الجيش كل الظروف الملائمة للتمارين السليمة، وارتفع مستواه سريعاً وانضم للمنتخب التشيكي في بطولة أوروبا العام 1946 في أوسلو. وعاد من البطولة بلا ميداليات، ولكنه حصل على رتبة ملازم 1947، وتزوج زميلته دانا لاعبة الرمح وابنة الكولونيل الذي يرأسه في العمل. في دورة لندن 1948، نال زاتوبيك ذهبية سباق 10 آلاف متر، وكان أول عداء - والاخير ايضاً في التاريخ - يتخطى كل منافسيه بفارق لفة كاملة باستثناء الفرنسي ميمون. ونال زاتوبيك ايضاً فضية سباق 5 الاف متر. امتاز زاتوبيك بالاخلاص الشديد للتمرين والأدب الجم في التعامل مع زملائه ومدربيه وجمهوره، وتوالت أرقامه القياسية بعد دورة لندن وبات النجم العالمي الأول لألعاب القوى. في دورة هلسنكي الاولمبية 1952، كان زاتوبيك على مشارف عامه الثلاثين، وتعرض لمرض شديد أبعده عن التمرين شهراً، ورغم ذلك أصر على المشاركة وسجل اسمه في 3 سباقات وسط سخرية الخبراء والصحافيين من إمكان إكماله سباق واحد من الثلاثة: خمسة آلاف متر وعشرة آلاف متر والماراثون. وفي عصر الأحد 20 تموز يوليو فاز زاتوبيك بذهبية سباق 10 آلاف متر بسهولة لم يتوقعها أحد، وفي مساء الخميس 24 تموز اضاف لرصيده ذهبية 5 آلاف متر بعد منافسة صارخة مع البلجيكي غاستون ريف والبريطاني كريس شاتاوي والفرنسي الان ميمون. وفي فجر الأحد 27 تموز، ظل زاتوبيك خلف المتسابقين الخمسة عشر الاوائل في سباق الماراثون لمسافة 35 كيلومتراً، وقبل 5 كيلومترات من النهاية، انطلق بسرعة أدهشت الجميع، وتخطاهم الواحد تلو الآخر حتى دخل المضمار في الملعب الاولمبي وسط حماسة هائلة للجماهير بشكل غير مسبوق، وكسر الرقم الاولمبي لسباق الماراثون وسقط بين ذراعي زوجته دانا عند خط النهاية. وأصبح زاتوبيك الاول، والأخير أيضاً، الذي يجمع ذهبيات كل سباقات المسافات الطويلة الثلاث في دورة اولمبية واحدة، وحظي عند عودته الى براغ باستقبال شعبي لم يحظ به أي بطل سياسي أو رياضي في تاريخ البلاد، واطلقت عليه الصحافة التشيكية لقب القطار السريع، وحمل أحد القطارات السريعة اسمه بالفعل. ولولا الظلم الشديد الذي تعرض له من قوات الاحتلال السوفياتية لأكمل زاتوبيك انجازاته وميدالياته في دورة ملبورن الاولمبية 1956، ولكنهم حرموه من كل أنواع التمرين الداخلي والاحتكاك الخارجي، واضطر لإعلان اعتزاله بعد خسارته في ملبورن. أعوام وأحداث: - ولد أميل زاتوبيك في 19 ايلول سبتمبر 1922 في مدينة كوبرن فنيسي التشيكية لاب فقير يعمل نجاراً ويعيل ستة أبناء. - لم يبد ميلاً للدراسة واخرجه والده باكراً من المدرسة وألحقه بالعمل في مصنع باتا للاحذية، وأجبره نظام العمل على التدريب البدني، وفاجأ الجميع بإحراز المركز الثاني في أول سباق للعدو يشارك فيه. - أصبح أول رجل في العالم يكسر حاجز 29 دقيقة في سباق 10 آلاف متر، وأول رجل يعدو 20 كيلومتراً تحت حاجز السرعة. - في كشف طبي روتيني العام 1949، اكتشف الاطباء ان قطر عضلة قلبه يصل الى 135 مليمتراً، اي أكبر بكثير من الحجم الطبيعي من 90 الى 115 مليمتراً، ولكنه استفاد من هذه الظاهرة في اتساع قدرته التنفسية. - شارك في دورة ملبورن الاولمبية العام 1956 بعد شهر واحد من اجراء جراحة كبيرة في بطنه، وجاء سادساً في الماراثون. - تعرض لقهر سياسي من السلطات السوفياتية التي احتلت بلاده نهاية الخمسينات وحالت دون خروجه. ونجحت الضغوط الدولية في إجبار السوفيات على تحريره بعد إقامة جبرية دامت 7 سنوات، ودار حول العالم عامين كاملين حيث نال التكريم من عشرات الدول.