شارك مئات الآلاف من مؤيدي الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في كراكاس أول من أمس، في أول مسيرة كبيرة تنظم في العاصمة الأرجنتينية، وذلك قبل أسبوع على استفتاء حاسم للمستقبل السياسي للرئيس. ووصف الرئيس اليساري في خطاب وجهه إلى المتظاهرين، الاستفتاء، بأنه سيكون نزالاً بينه وبين "الإمبريالية" الأميركية. ودعا مؤيديه إلى "شن الهجوم الأخير" لتتويج انتصاره في الاستفتاء الذي سيجرى الأحد، مؤكداً أن عليهم أن يبقوا في حال تعبئة "ليلا ونهاراً ضد عمليات تخريب محتملة من جانب المعارضة". ودافع في خطاب امتد ثلاث ساعات عن حكمه، واصفاً إياه بأنه حملة ثورية لمساعدة فقراء فنزويلا ورفض التدخل الأميركي في خامس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وقال: "يجب ألا ننسى أننا نواجه الإمبريالية الأميركية"، وأن رفض استبعاده من الحكم سيكون "تصويتاً ضد الإمبريالية". وحذر الولاياتالمتحدة من أن هزيمته في الاستفتاء يمكن أن تثير اضطرابات وتزعزع الاستقرار في فنزويلا، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مئة دولار للبرميل. وقدر رئيس بلدية حي ليبيرتادور في غرب كراكاس فريدي بيرنال المؤيد لتشافيز، عدد المتظاهرين بتسعمئة ألف شخص، بينما قال مسؤول في البلدية إن عددهم "أكثر من تسعمئة ألف بالتأكيد"، موضحاً أن المشاركين وصلوا في ألف حافلة وضعتها الحكومة بتصرفهم. وقال نائب الرئيس الفنزويلي خوسيه فيسينتي رانخيل إن "هذا التجمع لا سابق له في فنزويلا. اليوم انتصرنا على المعارضة في معركة الاستطلاعات ونجحنا في تجاوزها في عدد مؤيدينا في الشارع". وتوقع سامويل مونكادا الذي يدير حملة تشافيز أن يتقدم مؤيدو بقاء الرئيس الفنزويلي في السلطة بنسبة تراوح بين عشرة و25 في المئة على خصومه في الاستفتاء الذي سيجرى في 15 آب أغسطس في شأن ولايته الرئاسية التي تنتهي في 2006. كشف مبكر عن النتائج وأعلن أحد قادة حركة التنسيق الديموقراطي المعارضة إنريكيه ميندوزا الذي توقع فوز معارضي تمديد ولاية تشافيز الرئاسية، أن تكشف المعارضة نتائج الاستفتاء نحو الساعة الثانية بالتوقيت المحلي من الأحد المقبل، أي قبل أربع ساعات من إغلاق مكاتب الاقتراع، لتجنب مناورات قد يقوم بها مؤيدو تشافيز. وقال ميندوزا إن المعارضة ستعمل على "نقل المعلومات إلى السكان بوسائل أخرى" غير وسائل الإعلام التي منعت السلطات الانتخابية استخدامها لبث النتائج قبل انتهاء عملية التصويت. ويخشى بعض المراقبين من أن عدم حسم القضية في الاستفتاء قد يؤدي إلى مزيد من الانقسام في البلاد وتجدد أعمال العنف السياسي التي قتل فيها العشرات على مدى السنوات الثلاث الماضية بما في ذلك انقلاب قصير عام 2002.