صرح وزير الداخلية الباكستاني فيصل صالح حيات أمس بأن المحققين الباكستانيين حصلوا على معلومات "مفيدة" من التنزاني احمد خلفان غيلاني الذي اعلن اعتقاله أول من أمس، قد تسلط الضوء على مكان وجود زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن. فيما اعتقلت الشرطة الاوزبكستانية أمس اشخاصا يشتبه في ضلوعهم في التفجيرات الانتحارية التي استهدفت السفارتين الاسرائيلية والاميركية ومكتب المدعي العام في طشقند أول من أمس. واعتقل غيلاني المتهم بالضلوع في تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في شرق افريقيا عام 1998 والمدرج على لائحة مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي لأهم المطلوبين، بعد اشتباك مسلح استمر ثماني ساعات مع قوات الامن في مدينة غوجارات الصناعية، على بعد 160 كيلومترا شمال شرقي اسلام آباد، في 25 تموز يوليو الماضي. وأوضح حياة ان "غيلاني قدم لنا بعض المعلومات المفيدة خلال التحقيقات" الا انه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل. واعرب عن ثقته بأن اعتقال غيلاني قد يسلط الضوء على مكان وجود بن لادن. واوضح ان "كل عملية اعتقال لشخصية بارزة تفتح ابوابا جديدة لتحقيق الهدف النهائي بالقبض على بن لادن". واضاف ان اجهزة الاستخبارات الباكستانية تحقق حاليا مع غيلاني وتفكر في تسليمه الى الولاياتالمتحدة اذا طلبت ذلك. وذكرت تقارير ان الذي اعتقل مع اربعة رجال وثلاث نساء من بينهم زوجته الاوزبكية وستة اطفال، اختبأ بعد تفجيرات دار السلام في افغانستان وليبيريا. وقال مسؤولو امن باكستانيون انه انتقل بعد ذلك الى غوجارات قبل اربعة اسابيع. وهو أكثر المطلوب اعتقالهم أهمية منذ اعتقلت السلطات الباكستانية قبل أكثر من عام خالد شيخ محمد أحد المدبرين الرئيسيين لهجمات 11 أيلول سبتمبر. من جهة أخرى، اعتقلت الشرطة الاوزبكستانية أمس اشخاصا يشتبه في ضلوعهم في التفجيرات الانتحارية التي استهدفت السفارتين الاسرائيلية والاميركية ومكتب المدعي العام في طشقند أول من أمس. وأوضح وزير الداخلية ذاكر الدين الماتوف ان هوية احد الانتحاريين الثلاثة الذين نفذوا الهجمات حددت، لكنه رفض ان يذكر اسم المهاجم او عدد المشتبه فيهم الذين اعتقلوا. واعلن "حزب التحرير الاسلامي" في بيان بثه موقع اسلامي على شبكة الانترنت أمس مسؤوليته عن العمليات الانتحارية الثلاث. وكان الموقع نفسه بث أول من امس بيانا تبنت فيه حركة "الجهاد الاسلامي في اوزبكستان" التابعة للحركة الاسلامية في البلاد مسؤولية العمليات. الا ان المهندس حسن الحسن نائب ممثل حزب التحرير في المملكة المتحدة نفى في بيان صحافي تلقت "الحياة" نسخة منه مسؤولية الحزب، مشيراً الى "اننا نعمل جاهدين لتغيير نظام الرئيس الاوزبكي اسلام كريموف الجائر، وكل أنظمة الحكم الشبيهة به على امتداد العالم الإسلامي، الا اننا لم نكن يوما ننطلق من ردات فعل على اضطهاد هذا النظام او ذاك لنا، وكان دأبنا دائما، أن نتخذ من الكفاح السياسي والصراع الفكري طريقة نلتزم بها ولا نحيد عنها لتحقيق هذا التغيير". وعززت الاجراءات الامنية في طاجيكستان وكازاخستان المجاورتين لاوزبسكتان، وأغلقت الحدود الطاجيكية مع اوزبكستان امام حركة انتقال الناس والسفن، ووضع حرس الحدود الطاجيكيون في حالة تأهب. واعلنت كازاخستان من جانبها تعزيز اجراءات الامن تحسبا لفرار مطلوبين اوزبك الى اراضيها. وزادت الهجمات الخشية من تحول اوزبكستان الى ساحة نشاط اساسية للمنظمات المتطرفة في وسط اسيا، وان تشكل حلقة في اطار سلسلة هجمات ارهابية واسعة يمكن ان تمتد لتشمل جمهوريات آسيا الوسطى.