يتعلم الأكاديمي البريطاني ايان ووكر، تقليداً فنلندياً غريباً ولكن بطريقة صعبة، اذ يستعد لحمل صديقته سارة هاردنيغهام على كتفيه... يشارك الاثنان في المسابقة التاسعة لحمل الزوجات، إذ يحمل فيها الرجال زوجاتهم لمسافة تبلغ أكثر من 250 متراً يتخللها تخطي بعض العراقيل. قال ووكر 30 عاماً، وهو محاضر في علم النفس في جامعة "باث"، مسترخياً قبل بدء المسابقة: كانت تبدو فكرة رائعة قبل ستة أشهر عندما علمنا بها من خلال الانترنت". وأضاف: "التدريب الوحيد الذي قمنا به هو الركض حول غرفة الفندق هذا الصباح ولكننا على الأقل سنكون الافضل في بريطانيا". وتعود قصة المسابقة الى أكثر من قرن عندما أخضع اللص هيركو روسفو رونكاينين أعضاء عصابة خطف الزوجات التي يتزعمها، لاختبار يجعلهم يحملون جوالاً مع القفز فوق سور واجتياز خندق وراءه. وتتطلب المسابقة التي تنظم كل عام في قرية سونكاغارفي على بعد نحو 500 كيلومتر شمالي هلسنكي، من الرجل حمل زوجته أو صديقته في المسار المحدد الذي يتضمن بركة من المياه. وأصبحت المسابقة التي تخول الرابح الحصول على جعة بوزن الزوجة، نقطة جذب عالمية، اذ يحضرها سبعة آلاف متفرج كل عام. كما أنها ألهمت آخرين تنظيم مسابقات أخرى مثل الجلوس في مستنقعات ملاعب كرة قدم أو إلقاء الهواتف المحمولة. وتأتي هذه المسابقات في اطار الاحداث الغريبة التي تنظم في مناسبة الصيف والتي تجتذب الزائرين والاموال ما دامت الشمس ساطعة الى منتصف الليل في فنلندا. ويحاول الفنلنديون من خلال تلك المسابقات استغلال فترات الصيف القصيرة قدر استطاعتهم. فالبلاد تشهد فصلين فقط هما الشتاء والصيف، و يستمرالفصل السيئ تسعة أشهر سنوياً. يقول تومو تيركونين، رئيس المهرجانات الفنلندية - وهي هيئة تنضوي تحت لوائها مناسبات ثقافية عدة - ان قلة عدد السكان تعتبر من الأسباب الاخرى لتنظيم تلك المسابقات الغريبة، اذ يعيش في فنلندا 2،5 مليون نسمة فقط ولكنهم منتشرون على مساحة تقترب من مساحة ألمانيا. يقول تيركونين: البلد كبير ولكن عدد السكان ليس كذلك... لذلك لا بد من أن تكون هناك دائماً مهرجانات وأحداث في كل أجزاء فنلندا. كل المجتمعات ترغب في تنظيم مثل تلك المسابقات ونصيب الفرد لدينا من المهرجانات أكبر من نظيره في بريطانيا على سبيل المثال. وذكرت كيرستي سالمي نيكلاندر، باحثة التراث في جامعة هلسنكي، أن من العوامل المساعدة في انتعاش المهرجانات قد تكون الهجرة المتواصلة من شمال فنلندا الى منطقة العاصمة الاكثر ازدهاراً على الساحل الجنوبي للبلاد. وأضافت أن المسابقات بدأت في الازدهار منذ الستينات والسبعينات عندما بدأ التحول السكاني. وأردفت: "هذه المجتمعات تفقد السكان وتشعر بتهديد أكثر مما كان عليه الحال في السبعينات، لذلك فإنهم يبحثون عن دعاية جديدة وحصل بعضها على الدعاية بالفعل من خلال وسائل الاعلام". وقللت فابو فيركونين المتحدثة باسم المجلس السياحي من أهمية المسابقات الغريبة باعتبارها مصدر جذب سياحي، قائلة انها لا تضاهي المناسبات الثقافية البارزة مثل مهرجان أوبرا سافونلينا.