فجرت امرأة يشتبه في انتمائها الى "نمور تحرير ايلام التاميل" نفسها في مخفر للشرطة في العاصمة السريلانكية كولومبو امس، ما اسفر عن مقتل اربعة من عناصر الامن وجرح ستة آخرين وثلاثة مدنيين، في اول عملية انتحارية نفذت بعد توقيع الهدنة بين الحكومة والمتمردين التاميل عام 2002. وعادت آخر عملية انتحارية في كولومبو الى تشرين الاول اكتوبر 2001، عندما فجر ناشط نفسه اثناء استجوابه من الشرطة المكلفة حماية رئيس الوزراء في حينه راتناسيري فيكريماناياكي، ما اسفر عن مقتل شرطي ومدني وجرح 16 شخصاً. ووقع الاعتداء الاخير لدى التحقيق مع المرأة في شأن رفضها الخضوع لإجراءات التفتيش الروتينية الخاصة بزيارة مكتب دوغلاس ديفانادا احد الوزراء التاميل في الحكومة والذي يقع في المنطقة الامنية حيث مقرا سفارتي الولاياتالمتحدة وبريطانيا ايضاً والقصر الحكومي الذي يوجد فيه رئيس الوزراء ماهيندا رجاباسكي لحظة وقوع الانفجار. وأشار الناطق الرسمي باسم الشرطة ريينزي بيريرا الى ان ديفانادا زعيم حزب ايلان الشعبي الديموقراطي والذي يتولى حقيبة وزارة الزراعة في الحكومة، لم يكن في المكتب، وأعلن ان عناصره ألقت القبض لاحقاً على شريكة للانتحارية داخل احد المباني الوزارة، لكن لم يعرف اذا كانت تحمل متفجرات. ووجهت السلطات اصابع الاتهام الى المتمردين التاميل بالوقوف وراء هذه العملية الانتحارية، خصوصاً ان المفاوضات بينهم وبين الحكومة معلقة منذ نيسان ابريل 2003، لكن لم يتضح هل ان المتمردين يسعون من خلال هذه العملية الى نسف الهدنة الموقعة عام 2002 والتي توسطت فيها النروج. وكان المتمردون التاميل اتهموا الجيش في اعقاب قتل احد قادتهم في شرق الجزيرة اول من امس، بخلق اجواء لعودة الحرب التي روعت العاصمة بالهجمات الانتحارية طوال 30 عاماً، ما اسفر عن مقتل اكثر من 60 الف شخص. وتزامن ذلك مع إحياء التاميل الاثنين الماضي، ذكرى هذه الهجمات في "يوم النمر السود". ويعتقد "نمور تحرير ايلام التاميل" ان الجيش يدعم الكولونيل كورونا قائد جماعة منشقة من اجل إضعاف حركة التاميل الذين تصدوا له بحزم في اشتباكات وقعت في نيسان ابريل الماضي.