يموتون - فجأة - دون أن يتركوا لأولادهم قطعة "جُبنٍ" في "الصُفة" هؤلاء الذين اصطادوا السمك صيفاً وزاروا السماء في ليالي الشتاء، أطلقوا أصابعهم في هواءٍ معتم تركوني في الشوارع أعد الأنفاس الجديدة تحت سماءٍ ملوثة بثرثرة المقاهي والأصدقاء الذين ناموا خارج حقول الآباء في محاولة لتهيئة الضلوع لنسيان موقت ...،....،.... فصباح الخير أيتها الشوارع الغامضة وصباح الخير أيها الحنين الكامن في جدرانٍ مكتوب عليها طفولة ناقصة الأبعاد يلهو - خلالها - أطفالٌ فقدوا القدرة على النظر إلى النوافذ العالية، أدمنوا الجلوس على الطرق الترابية زرعوا الحقول بما يشبه الماضي وقفوا على قدمٍِ واحدةٍ في اتجاه السماء فصباح الخير أيتها السماء الطيبة وصباح الخير يا أصابعي!! ** الطباشير الذي اشتريناه بآخر ما في الجيوب من محبةٍ كي نكتب عن القادم من طرق بعيدة ...، الطباشير حين لامسته أطراف الأصابع صار غباراً لوّث الأبيض من ملابسنا فهل نخلع - الآن - من صدورنا ما أسميناه - قديماً - بالقلب كي نقف عرايا في مواجهة السماء ... إذن صباح الخير أيتها السماء الطيبة وصباح الحنين المغلف بابتسامة مؤجلة.