تقول الفنانة ندى بسيوني أنها تعيش حالاً من النضج الفني تفرض عليها اختيار أدوارها في عناية فائقة. وتؤكد أنها وجدت في الدراما التلفزيونية، ما يعوضها عن الغياب السينمائي. هنا حوار معها: ما هو جديدك الفني؟ - أصور حالياً مسلسلين في وقت واحد: الأول للأطفال بعنوان "حرب الشيكولاتة" تأليف نادر أبو الفتوح، وإخراج حامد عبد العزيز، ويشاركني بطولته محمد خيري ونادية فهمي وإنعام سالوسة، وأجسد فيه شخصية سعاد الاختصاصية الاجتماعية في أحد الملاجئ والتي يرتبط الأطفال بها لعطفها الشديد عليهم وعندما تقرر السفر للعمل في الخارج يتجمع الأطفال لوداعها في المطار وهم يبكون وتتأثر بشدة بموقفهم وتقرر التراجع عن فكرة السفر والبقاء معهم، والثاني بعنوان "أحلام البنات" وهو دراما اجتماعية تناقش طموحات الشباب وأحلامهم المستقبلية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والصراع القائم بين الآباء والأبناء بسبب اختلاف طريقة التفكير بين كل جيل، وأجسد من خلال الأحداث شخصية "مديحة" التي تغلب عليها المثالية والأخلاق الحميدة. وهي تخرجت في كلية الزراعة وعندما فشلت في العثور على وظيفة اتجهت الى العمل بائعة في محل للزهور، وبالاجتهاد والصبر يصبح لها مشروعها الخاص وتصبح سيدة أعمال ناجحة. والمسلسل من تأليف مجدي صابر، وإخراج رائد لبيب ويشاركني بطولته دلال عبدالعزيز ومصطفى فهمي. هل حصرتك ملامح وجهك البريئة في نوعية أدوار معينة؟ - ليس إلى درجة النمطية، فأنا أحرص على انتقاء أدواري بعناية فلا أحب أن يحصرني المخرجون في نوعية أدوار معينة. ما شروطك لقبول عمل فني؟ - ليست لديّ شروط من حيث مساحة الدور أو حجمه أو مقدار ما اتقاضاه عنه من أجر وإنما قراءتي للسيناريو وشعوري بتعاطف مع الشخصية التي أجسدها وبأنها ستضيف الى رصيدي عند الجمهور، ومن دون تلك المواصفات أعتذر على الفور. ملتزمة أمام الكاميرا أثناء التصوير هل تنفذين تعليمات المخرج أم تكون لك ملاحظاتك؟ - أحرص قبل بداية التصوير أن التقي مخرج العمل ومؤلفه للتعرف الى وجهة نظر كل منها في الشخصية التي أجسدها وطريقة أدائها ومدى تأثيرها في الأحداث، ونتناقش إلى أن نستقر على الصورة النهائية لها وبعد ذلك التزم أمام الكاميرا وفي يقيني أن الممثل الناضج فنياً هو الذي يضيف إلى أدائه وإحساسه وليس الى السيناريو الذي ألتزم به لحظة قبولي للدور. في السنوات الأخيرة اقتصر وجودك الفني على الدراما التلفزيونية فأين أنت من الأعمال السينمائية؟ - عفواً ليكن السؤال هكذا.. هل توجد سينما في مصر تقدم أنماطاً متنوعة من القضايا التي تناقش مشكلات فئات مختلفة من أبناء هذا الوطن وهمومها؟ وأنا أعتقد أن السينما في السنوات الخمس الماضية انشغلت بالكوميديا دون سواها. ومع احترامي الشديد لكل ما يُقدّم إلا أن الدراما التلفزيونية تفوقت على السينما من حيث تقديم أعمال تمس المواطن وهمومه، وأنا كفنانة مؤمنة بأن الفن رسالة لتوعية المجتمع، أنحاز دوماً الى العمل الفني الذي يحمل قيمة وهدفاً، وهو ما وجدته في الدراما التلفزيونية التي تشبعني فنياً في ظل غياب السينما الجادة التي تحمل مضموناً. هواية جميلة يقال إن كثرة حضور الفنان في الدراما التلفزيونية تحرق نجوميته... - التلفزيون يحرق نجومية الممثل الذي يقدم عدداً كبيراًَ من الأدوار المتشابهة، لكن إذا كان الفنان يدرس خطواته جيداً، ويختار العمل الجيد الذي يضيف إلى رصيده، ويقدم رسالة قوية تفيد الجمهور فلا توجد خطورة من ذلك بل التلفزيون في هذه الحال يزيد من توهج نجومية الفنان. في أي المراحل الفنية تعيشين الآن؟ - أعتقد أنني تخطيت مرحلة الانتشار وتعريف الناس بموهبتي وقدراتي كممثلة، لذلك أعتبر الفترة الحالية من مشواري الفني بمثابة الإعلان عن نضج ندى بسيوني الممثلة القادرة على تقديم أعمال ترسخ في ذاكرة المشاهدين. هناك من بدأ معك أو بعدك وسبقك إلى النجومية... ما تعليقك؟ - صراحة هذه الأمور لا تشغلني، لا سيما وأن التمثيل بالنسبة إلي هواية جميلة، استمتع بها كثيراً عندما أشعر أن الشخصية التي أجسدها نفذت إلى قلوب الناس، وأثرت في وجدانهم، وهو غاية ما أطمح إليه.