أجرى وزير الخارجية الأميركي كولن باول محادثات مع نظيره الكوري الشمالي بايك نام سون على هامش اجتماعات المنتدى الإقليمي السنوي لرابطة دول جنوب شرقي آسيا آسيان في جاكرتا أمس، وذلك في أول اجتماع على هذا المستوى بين البلدين منذ اندلاع الأزمة النووية بينهما قبل نحو عامين. وظهرت بوادر مرونة في الموقف الأميركي في اتجاه إعطاء بيونغيانغ الضمانات والمساعدات التي تطلبها لقاء تخليها عن برنامجها النووي وحل الأزمة. بدأت في جاكرتا أمس، أعمال المنتدى الإقليمي السنوي لرابطة دول جنوب شرقي آسيا آسيان. وتصدرت جدول أعماله قضايا مكافحة الإرهاب والقرصنة في مضيق ملقة الاستراتيجي، فيما شابته خلافات على مشاركة الحكومة العسكرية البورمية. والتقى وزراء خارجية الدول العشر الأعضاء في "آسيان" و14 من نظرائهم، في إطار اجتماعهم السنوي مع وزير الخارجية الكوري الشمالي الذي يحضر الاجتماع لأول مرة منذ عامين. باول - بايك وشكل انضمام وزير الخارجية الأميركي إلى أعمال المنتدى، حدثاً بحد ذاته، لا سيما بعد اللقاء الذي عقده مع نظيره الكوري الشمالي. وانتهز باول الفرصة لإطلاق محاولة لحل الأزمة النووية. وعلى رغم الطابع الإيجابي الذي أضفته بيونغيانغ على المحادثات، تمسكت كوريا الشمالية بموقفها المطالب بضمانات لجهة عدم تعرضها لهجوم أميركي وحصولها على مساعدات، في مقابل تجميد برامجها النووية. وقال بايك: "إذا كان الموقف الاميركي يقوم على تحسين العلاقات الثنائية، لن تنظر جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية إلى الولاياتالمتحدة على أنها عدو دائم". وفي المقابل، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر إن باول "أكد اقتراحات الإدارة بالمضي قدماً في تفكيك البرامج النووية لبيونغيانغ"، مشيراً إلى مناقشتهما الاقتراحات التي قدمها البلدين في جولة المحادثات السداسية" التي جرت في الصين الأسبوع الماضي. الخلاف على ميانمار على صعيد مغاير، ناقش كبار المسؤولين سبل التوصل إلى تسوية بشأن مشاركة ميانمار بورما المثيرة للجدل في القمة الأوروبية - الآسيوية المزمع عقدها في هانوي في تشرين الأول أكتوبر المقبل. والتقى سولانا وباتن وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كاواجوتشي ونظيرها الفيتنامي نغوين داي نين، في محاولة أخيرة لإنقاذ القمة. وذكر مصدر في الاتحاد الأوروبي أن من المرجح التوصل إلى حل وسط، في ما يتعلق بالتمثيل في القمة. وكان الاتحاد الأوروبي اعترض على مشاركة الجنرال ثان شوي حاكم ميانمار في قمة "آسيان" والاتحاد الأوروبي لامتناع نظامه عن رفع الإقامة الجبرية المفروضة على زعيمة المعارضة أونغ سان سوتشي، وإشراك حزب الاتحاد الوطني من أجل الديموقراطية المعارض الذي تتزعمه الأخيرة في صوغ دستور جديد، والإعداد لإجراء انتخابات عامة في البلاد. لكن أجواء المنتدى لم تكن متشنجة بالكامل، إذ قال وزير الخارجية الهندي ناتوار سينغ إن نظيره الباكستاني خورشيد محمود قصوري دعي لزيارة العاصمة الهندية في آب أغسطس المقبل للبحث في السلام في ولاية كشمير المتنازع عليها وبناء الثقة بين الجارين النوويين.