صعدت الحكومة السودانية أمس لهجتها ازاء الدول الغربية، وتوعدت أي قوات أجنبية تعتزم دخول دارفور، غرب البلاد، بالهزيمة والدمار. واكدت رفضها اي محاولات للتدخل معتبرة أن واشنطن تستغل أزمة دارفور لإطاحة النظام في الخرطوم. وعقد مجلس الوزراء جلسة طارئة أمس برئاسة النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه، كرست لمناقشة الأوضاع في دارفور، ومواقف الدول الغربية واحتمالات التدخل العسكري في الاقليم، والمحادثات السياسية مع "متمردي دارفور". وقال وزير الزراعة المسؤول السياسي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم الدكتور مجذوب الخليفة للصحافيين "إن الحكومة قررت تصعيد حملة التعبئة السياسية والديبلوماسية لمواجهة أي تدخل أجنبي في دارفور وتوحيد الجبهة الداخلية، وستعقد لقاء مع القوى السياسية في هذا الشأن". وأكد التزام الحكومة وقف النار في دارفور وحمل المتمردين "مسؤولية خرق الهدنة ومهاجمة قوافل الاغاثة والاعتداء على المدنيين"، موضحاً أن الحكومة مستعدة لاجراء محادثات معهم في المكان الذي يحدده وسطاء الاتحاد الافريقي، مشيراً إلى أن الرئيس النيجيري اولوسيغون اوبا سانجو الذي يرأس الدورة الحالية للاتحاد، بعث العقيد أبو بكر عبدالسلام إلى الرئيس عمر البشير برسالة في شأن دارفور ومساعي التسوية السلمية في الاقليم. وحذر وزير الداخلية اللواء عبدالرحيم محمد حسين من ان أية محاولات للتدخل العسكري في دارفور سيكون مصيرها الفشل. وطالب بريطانيا والمانيا واستراليا بمراجعة مواقعها من بلاده و"المعلومات الخاطئة والمضللة" التي استندت إليها في مواقفها من الأزمة في دارفور. وفي اديس ابابا رويترز، قال المبعوث السوداني لدى الاتحاد الافريقي عثمان السيد إن التدخل العسكري الغربي في دارفور سيؤدي إلى تقسيم السودان وزعزعة استقرار الدول المجاورة. وأضاف على هامش اجتماع حول دارفور عقده مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الافريقي: "تستغل الحكومة الأميركية أزمة دارفور لاسقاط حكومة السودان، لأن "سياسة الحكومة السودانية لا تعجب الإدارة الأميركية. لذلك يستهدف الأميركيون حكومة السودان بسبب موقفها السياسي"، مشيراً إلى سياسات السودان المناهضة للولايات المتحدة في ما يتعلق بالقضايا العربية البارزة مثل العراق والصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وقال السيد، مهاجماً ما وصفها بأنها خطة طوارئ بريطانية لارسال قوات إلى دارفور، إن التدخل العسكري الغربي من الممكن أن يؤدي إلى انقسام السودان، "وهذا من الممكن بالتالي أن يزعزع استقرار الدول التسع المجاورة للسودان". وأضاف ان الاتحاد الافريقي لا بد أن يسمح له بالوساطة للتوصل إلى حل بالتعاون مع "الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا" ايغاد. وزاد: "إذا فشل الاتحاد الافريقي الحديث العهد، فيمكن أن يعتبر هذا فشلاً لكل افريقيا، لأن السودان نسخة مصغرة من افريقيا".