سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قابل الملك فهد والأمير عبدالله والأسد أكد لمبارك جهوداً لإحكام السيطرة على الحدود . علاوي يعد السعودية بتسليمها محتجزين وتلميح أميركي الى "تورط" سورية وإيران مع الزرقاوي
في اطار جولته العربية التي تركز على التطبيع السياسي خصوصاً مع دول الجوار، انتقل رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي أمس من بيروت الى جدة، حيث استقبل بحفاوة، وقابل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، كما أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وقالت مصادر رسمية ان المحادثات ركزت على الوضع في العراق، وشددت على سيادته ووحدة أراضيه، وضرورة تحقيق أمنه واستقراره لتمكينه من ممارسة دوره الايجابي، وسط توقعات بإعادة المملكة فتح سفارتها في بغداد قريباً. وكشف وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان ل"الحياة" ان علاوي وعد الأمير عبدالله بتسليم الرياض السعوديين المحتجزين في العراق، بعد استكمال التحقيق معهم. وتمنى "أن يفهم الايرانيون جيداً رسالة الشعب العراقي"، بعدما اعتبر ايران "العدو الأول"، في حين ذكر مسؤول في الخارجية الأميركية ان واشنطن تقوّم معلومات عن "احتمال تورط الاستخبارات السورية والايرانية في تنسيق عمليات لتجنيد عملاء وتهريب أسلحة الى العراق، لمصلحة الزرقاوي". وهدد بأن "المسألة ستعالج في الوقت المناسب". وتزامنت جولة علاوي مع بدء وزير الخارجية الأميركي كولن باول جولة أوروبية شرق أوسطية، علماً أن الوزير وصل الى القاهرة أمس وسيزور جدة اليوم. واستضافت العاصمة المصرية قمة مصرية سورية، أكد خلالها الرئيس بشار الأسد للرئيس حسني مبارك ان دمشق تبذل جهوداً لإحكام السيطرة على الحدود مع العراق، مشدداً على أن من مصلحة سورية "عراقاً موحداً وعدم إثارة أي قلاقل". كما أشار الى دعم جهود حكومة علاوي لاجراء انتخابات في العراق راجع ص 2 و3 و4. وفي حين جدد باول دعوته دول "التحالف" الى عدم الرضوخ لمطالب خاطفي الرهائن في العراق، مدافعاً مجدداً عن التدخل العسكري في هذا البلد، أعلن في بغداد أمس بعد أنباء متضاربة، ان المؤتمر الوطني سيعقد السبت. في الوقت ذاته شدد الرئيس غازي الياور على أن العفو المرتقب لن يشمل "من يقتل عربياً أو أميركياً". وأكد الجيش الأميركي تفكيك شبكة لخطف الرهائن في كركوك، واعتقال أحد أنصار أبي مصعب الزرقاوي. واللافت أن القوات المتعددة الجنسية عرضت على الفلوجة مقايضة: وقف هجمات المسلحين في مقابل مشاريع الإعمار. في جدة، قال وزير الدفاع العراقي ل"الحياة" ان علاوي وعد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بتسليم المملكة السعوديين المحتجزين في العراق، بعد انتهاء التحقيقات معهم. وأوضح ان تصريحاته الى صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية والتي اعتبر فيها ايران "العدو الأول" لبلاده "كافية لايصال رسالة الشعب العراقي الى ايران"، متمنياً "ان تفهم من قبل الايرانيين في شكل جيد"، لأن العراق "بلد عريق خلفه سياج منيع هو الدول العربية". وأكد ان العراق سيفتح سفارته في الرياض قريباً، مشيراً الى أن وضع الجيش العراقي "جيد"، وسيبدأ تشكيل ست فرق برية جديدة. مسؤول عراقي قال ل"الحياة" ان هدف زيارة علاوي السعودية هو اقامة "علاقات استراتيجية"، تستند الى تفعيل المصالح المشتركة، واصفاً المملكة بأنها "بلد شقيق". ويتوقع ان يطلب باول من الرياض مساعدة الحكومة العراقية للنهوض بدورها، وأن تشمل محادثاته مسألة الديون السعودية المستحقة على بغداد، باتجاه الغائها أو تخفيفها. ومع مغادرة علاوي بيروت في طريقه الى جدة، صدر بيان مشترك يشدد على تشكيل لجنة عليا مشتركة والتنسيق بين لبنانوالعراق في مجالات مختلفة، وإحياء خط أنابيب النفط. وفي واشنطن، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ان بلاده تقوّم عن كثب "معلومات عن احتمال تورط الاستخبارات السورية والايرانية في تنسيق عمليات لتجنيد عملاء وتهريب أسلحة ومتفجرات الى العراق لمصلحة أبي مصعب الزرقاوي". وأوضح ل"الحياة" ان "حقيقة تسرب مقاتلين ومتفجرات من سورية وايران الى "الأراضي العراقية ليست موضع شك ونسعى الآن للتأكد من مدى تورط اجهزة الاستخبارات في البلدين في تنسيق العمليات الارهابية لمصلحة الزرقاوي وعناصر مؤيدة للنظام العراقي السابق". وأكد ان المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها واشنطن تتطابق مع "معلومات المصادر العراقية ومصادر استخباراتية أخرى في المنطقة" حول الجهات التي تقف وراء "العمليات الارهابية" في العراق. وامتنع المسؤول الاميركي عن الافصاح عن طبيعة رد الفعل الأميركي المحتمل في حال ثبوت تلك المعلومات الاستخباراتية، مشيراً الى أن "المسألة تحظى بالاهتمام على أعلى المستويات، وستعالج في الوقت المناسب والأسلوب الأمثل".