حذر ديبلوماسيون غربيون من أن تتوافر لدى طهران "خلال أشهر قليلة" القدرة اللازمة لتخصيب اليورانيوم المطلوب لإنتاج قنبلة نووية، في حين كشفت مصادر ديبلوماسية في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا امس، ان ايران استأنفت بناء وتركيب اجهزة الطرد المركزي المستخدمة في التخصيب، وذلك في انتهاك لاتفاق ابرمته مع الاوروبيين جنبها فرض عقوبات عليها اواخر العام الماضي. وابلغت مصادر ديبلوماسية غربية صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، ان طهران استكملت أبحاثها الخاصة بإقامة نظام للطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب بكفاية عالية، وذلك من خلال كسب الوقت عبر الإيحاء بتعاونها مع وكالة الطاقة وتجاوبها مع المبادرة الديبلوماسية الاوروبية التي تقدمت بها بريطانيا وفرنسا وألمانيا. واضافت المصادر ان الايرانيين خطوا "خطوات متقدمة في اتجاه الحصول على التكنولوجيا النووية اللازمة لتطوير قنبلة، وذلك على نحو أكبر مما اعتقدناه في البداية". وتوقعت ان تبادر وكالة الطاقة الى احالة الملف الايراني الى مجلس الامن، في اجتماعها اواسط ايلول سبتمبر المقبل. كذلك، ذكرت صحيفة "ذي دايلي تلغراف" البريطانية أن طهران شرعت في إجراء تجارب ذرية على نحو يتحدى موافقتها على المبادرة الاوروبية التي تقضي بخضوع المنشآت الايرانية لأساليب مراقبة وتحقق أكثر تشدداً من جانب وكالة الطاقة. وافادت الصحيفة البريطانية ان ايران "تقوم حالياً بإنتاج معدات تخولها تصنيع مواد قابلة للانشطار تستخدم في صناعة الأسلحة النووية". وفي فيينا، افادت مصادر ديبلوماسية ان المسؤولين الايرانيين ازالوا قبل بضعة اسابيع اختام وضعها مفتشو الوكالة على اجهزة الطرد المركزي في طهران، واستأنفوا جمع وتركيب تلك الاجهزة، للبدء في تشغيلها. لكن المصادر نفسها قالت ان طهران لم تستأنف بعد عمليات التخصيب. ومعلوم ان ايران تصر على أنها تسعى إلى تخصيب اليورانيوم لاستغلاله في إنتاج الطاقة الكهربائية فقط، لكن واشنطن تتهمها بالسعي إلى تطوير قنبلة نووية. تهديد قاسٍ لاسرائيل في غضون ذلك، كررت إيران تهديدها ب"محو اسرائيل من الخريطة" في حال "تجرأت" تل ابيب على مهاجمة منشآتها النووية، الأمر الذي لم يستبعده محللون كثيرون. وجاء التهديد على لسان رئيس دائرة العلاقات العامة في الحرس الثوري سيد مسعود جزائري الذي صرح بأن الولاياتالمتحدة "تعرض عضلاتها من خلال التهديد باستخدام كلبها المسعور"، اسرائيل. واعتبر جزائري ان اميركا واسرائيل لا تستطيعان تنفيذ تهديداتهما، ذلك أنهما "تدركان جيداً أن رد الفعل الإيراني سيتمثل في اختفاء اسرائيل من خريطة العالم وتضرر المصالح الأميركية بسهولة". وأشار إلى أن إيران لن تبادر إلى اشعال نزاع، لكنها أثبتت أن ردودها تكون "قاسية ومدمرة". وكانت الاوساط المحافظة والعسكرية في ايران، أدلت بالعديد من التصريحات المشابهة منذ تواتر تقارير في شأن إمكان شن اسرائيل هجوماً مدمراً على البرنامج النووي الايراني الذي يتركز معظمهم في ميناء بوشهر المطل على الخليج وفي مدينتي أصفهان وناتانز وسط.