انتهت الجلسة الثامنة من محاكمة 15 متهماً، أحدهم غيابياً، بارتكاب جرائم ارهابية في اليمن، في مقدمها تفجير الناقلة الفرنسية "ليمبورغ" قبالة سواحل حضرموت أواخر عام 2002، بانسحاب رئيس المحكمة القاضي أحمد الجرموزي من دون أن يرفعها رسمياً أو يحدد موعداً للجلسة المقبلة، وذلك عقب انسحاب ممثل الادعاء النيابة العامة سعيد العاقل احتجاجاً على "ثورة" المتهمين داخل قفص الاتهام الذين كانوا يصرخون بأعلى أصواتهم، مطالبين بحقوقهم الإنسانية والقانونية، بغض النظر عن العقوبات التي ستأتي بها قرارات المحكمة. ووجه المتهمون اتهامات قاسية للعاقل بسبب قدومه إليهم في سجن الأمن السياسي الاستخبارات ومعه امرأة أميركية و3 محققين أميركيين، بالإضافة إلى تعرضهم للإهانات والمعاملة القاسية من قبل ضباط الأمن السياسي. وردد المتهمون شعارات تندد بأميركا وتؤيد زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، وقالوا إن أحد ضباط الأمن السياسي استفزهم مرات عدة في قاعة المحكمة، ما دفعهم إلى رفع هذه الشعارات. وخاطب المتهم الأول في قضية تفجير "ليمبورغ" فواز الربيعي المحكمة قائلاً: "إننا نعلم بأن عقوبة السجن 20 سنة أو الإعدام أمر وارد ولا يهمنا ذلك، ولكننا نطالب بحقوقنا الإنسانية... نحن مرميون في زنازين تحت الأرض انفرادية منذ أكثر من 20 شهراً، فيما الإرهابي كارلوس والمناضل مروان البرغوثي وخالد شيخ لم يمضوا في الزنازين الانفرادية أكثر من عام". ووجه المتهمون صراخهم الى الصحافيين في قاعة المحكمة، وقال أحدهم: "اكتبوا الحقيقة وانقلوا ما يدور... هذه المحكمة مسرحية ورئيس المحكمة مع احترامنا مجرد ديكور يسيره رئيس النيابة وإذا لم تكتبوا الحقيقة سنتحول الى قنابل موقوتة تنفجر فيكم عند خروجنا من السجون"... وهذه هي المرة الاولى التي يوجه فيها متهمون ينتمون الى "القاعدة" في اليمن تهديدات صريحة للصحافيين في قاعة المحكمة خصوصاً وان هؤلاء كادوا ينسحبون من القاعة احتجاجاً على محاولة رئيس النيابة طرد احد الصحافيين لقيامه بالتصوير اثناء "ثورة" المتهمين داخل قفص الاتهام. ولوحظ ان رئيس المحكمة كان متوتراً عند حضوره الى القاعة امس وغادرها بعد دقائق عقب احتجاج المتهمين على عدم تناولهم طعام الافطار وعلى ان الافطار الذي قدمه لهم رجال الامن السياسي لا يكاد يكفي لشخص واحد او شخصين فيما هم 14 شخصاً، فما كان من القاضي الا ان غادر القاعة بعد ان وجه تأنيباً خفيفاً الى ممثل النيابة العامة بسبب عدم توفير الافطار الكافي للمتهمين. وعلى رغم ان القاضي أمر بعدم اقتراب أي رجل أمن من قفص الاتهام منعاً لاستفزاز المتهمين وبناء على شكواهم، وفي اثناء ترديدهم شعارات التأييد لبن لادن، إلا ان المتهمين لم يقتنعوا بالقرار واستمروا في توجيه ألفاظ قاسية الى ممثلي النيابة وهيئة المحكمة وضباط الأمن السياسي والصحافيين. وكانت النيابة قدمت الى رئاسة المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الارهاب في بداية الجلسة أداة جريمة قتل الجندي حميد حضروف في نقطة تفتيش على طريق عدن - أبين العام الماضي بيد المتهمين فواز الربيعي وحزام مجلي وهي عبارة عن بندقية "كلاشينكوف" طراز صغير - بالإضافة الى تلاوة محضر رصد أدلة تفجير الناقلة الفرنسية "ليمبورغ"، غير ان المحامي فايز الحجوري الذي حضر بمفرده اعترض على اجراءات الجلسة بحجة غياب المحامين، وحين سأله القاضي عن اسباب غيابهم، قال: اجراءات التفتيش وعدم تنفيذ النيابة قرارات المحكمة "بتصوير ملف القضية" متسائلاً "كيف تريد مني هيئة المحكمة أن أدافع عن موكلي وانا لم أتمكن من الاطلاع على ملف القضية؟". غير ان رئيس النيابة رد بالقول ان من حق النيابة الاعتراض وفقاً للقانون.