أخذت قضية التعاون مع محكمة لاهاي وتسليم المتهمين بجرائم حرب، تلقى استجابة من القيادات الصربية في بلغراد والبوسنة، فيما هدد مجهولون من القوميين المتشددين رئيس لجنة التعاون مع المحكمة في اتحاد صربيا والجبل الأسود وزير حقوق الأقليات راسم لياييتش بأنه سيلقى مصير رئيس الحكومة السابق زوران جينجيتش الذي اغتيل في آذار مارس من العام الماضي، لتسليمه الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش. واتخذ برلمان صرب البوسنة قراراً شديد اللهجة دعا فيه رادوفان كاراجيتش الزعيم السابق للكيان الصربي في البوسنة والمطلوبين الآخرين من محكمة لاهاي لارتكابهم جرائم حرب، "بتسليم أنفسهم فوراً وإلا واجهوا الاعتقال والتسليم الى المحكمة الدولية". وستقوم بعملية الاعتقال الشرطة المحلية بالتعاون مع القوات الدولية "وينبغي من المواطنين التعاون مع الوحدات المكلفة بالاعتقال". وجاء القرار، بناء على طلب من رئيس الجمهورية الصربية دراغان تشافيتش، الذي أوضح في تصريح أمس، ان ذلك يعني "الاستجابة الكاملة لطلبات محكمة لاهاي، وان الحكومة ستتخذ كل الاجراءات اللازمة لتنفيذ ذلك". وأشار الى أن القرار "يحدد الأشخاص الذين ارتكبوا الجرائم والاتهامات ضدهم، ما يؤدي الى انهاء تناول الاتهام الشامل للشعب الصربي". ويأتي ذلك، على رغم انتخاب برلمان صرب البوسنة دوشان ستوييتشيتش رئيساً جديداً له، وهو من "الحزب الديموقراطي الصربي" الذي أسسه كاراجيتش عام 1990، ليحل محل الرئيس السابق من الحزب نفسه دراغان كالينيتش الذي كان عزله المسؤول الدولي في البوسنة بادي اشداون. صربيا ومن جهة أخرى، نقلت صحيفة "بليتس" في بلغراد أمس، عن الوزير راسم لياييتش المسؤول الحكومي للتعاون مع محكمة لاهاي، انه "تلقى تهديدات بالقتل، وبأن يلقى مصير رئيس الحكومة الصربية السابق زوران جينجيتش الذي اغتيل باطلاق الرصاص عليه". وأكد ان مهمته في التعاون مع محكمة لاهاي "محفوفة بالمخاطر بسبب المعارضة الشديدة من القوميين الصرب لتسليم القائد العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش وغيره من المتهمين الى محكمة لاهاي". وأوضح لياييتش، انه "على رغم كل المخاطر، لا بد من أن يبذل ما في وسعه لإنهاء المشكلات القائمة مع محكمة لاهاي، لأن بلغراد من دون ذلك سيتوجب عليها أن تدفع ثمناً باهظاً".