وجه إيليا سليمان في اختتام مهرجان رام الله السينمائي رسالة إلى المخرجين الفلسطينيين الشباب: "اعتمدوا على الإمكانات التعبيرية في السينما وأعمالكم حتماً ستتكلم عن نفسها. أخبروا قصصكم وتاريخكم، لكن لتحمل الكثير من الخصوصية والشاعرية". وكانت مجموعة من المخرجين الشبان الفلسطينيين اعترضت على إهمال إدارة المهرجان أفلامها وإجحافها بحقها. وطالبت الجمهور الذي يتابع الأفلام الأجنبية في قصر رام الله الثقافي، بدعمها، ولو بمبالغ زهيدة كي تتمكن من ترويج أفلامها لتقصير المهرجان في هذا الجانب. وطلب مخرج "يد إلهية" من المخرجين الشباب التوقف عن الحديث عن "الفيلم الفلسطيني"، و"الحواجز الفلسطينية"، واحتلال فلسطين، والتركيز على الناحية الفنية. "فالفيلم سيكون فلسطينياً بالطبع... وإذا كانت أعمالكم جيدة ستنطلق إلى العالمية. لا حاجة لكي تضيفوا صفة القومية على أنفسكم وفنكم". وحلّ سليمان رئيساً للجنة تحكيم مهرجان رام الله السينمائي - المهرجان الأول الذي يقام في فلسطين والذي انتهت فعالياته هذا الأسبوع. وفي وقت كان متوقعاً أن تطغى المواضيع السياسية على الأفلام المحلية المعروضة في المهرجان الذي ينظمه معهد رام الله للسينما، بالتعاون مع وزارتي الثقافة والتربية والتعليم وبلدية رام الله ومؤسسات محلية ودولية عدة، فاز فيلم رائد حلو "لعلّه خير" الذي حل في المرتبة الأولى، بالشاشة الفضية الفلسطينية. ويتحدث الفيلم الذي وصفته لجنة التحكيم ب"الساحر"، عن الحياة الروتينية في رام اللهالمحتلة خلال عام. عرض في المهرجان نحو 40 فيلماً عالمياً، وبلغ الحضور 1500 شخص في الليلة الواحدة، على رغم صعوبة احتلال مهرجان سينمائي هذه الأولوية في الضفة الغربية حيث يقف الكثير من العوائق حاجزاً أمام حضور الكثيرين. وسيلة للتواصل افتتح المهرجان بفيلم "يوميات دراجة نارية" المقتبس عن يوميات "تشي غيفارا". كما رفضت إدارة المهرجان عرض فيلم البريطانية باني وولكوك، "موت كلينغ أوفر" معتبرة إياه موالياً لإسرائيل. وحالت صعوبة السفر إلى الضفة الغربية دون حضور الفلسطينيين الذين يقيمون خارج رام الله. إلا أن إدارة المهرجان ستنقل فعالياته إليهم عبر وحدة متنقلة تجوب تلك الأراضي لاحقاً هذا العام. واعتبر مدير المهرجان آدم زعبي "إقامة مهرجان رام الله السينمائي في فلسطين بمثابة وسيلة لمحاولة تطوير علاقة مع اللاعبين الأساسيين في صناعة ثقافة السينما على الساحة الدولية". وفي وقت ركزت الأفلام المشاركة على موضوع الاحتلال، وحاولت إبراز صور صادمة عن الإذلال والمهانة والقهر، أثنى سليمان على فيلم حلو معتبراً انه "حمل إبداعاً لم ير له مثيلاً في بقية الأفلام، إذ عالج موضوع الاحتلال من الهامش ولم يدخل مباشرة في صلب الموضوع". وفضلاً عن فيلم "لعلّه خير"، ربحت لاريسا سنسور جائزة عن فيلميها القصيرين "غزة" و"في مواجهة دبابة إسرائيلية" وآن ماري جاسر عن "كأننا عشرون مستحيلاً" وناهد عوض عن فيلم "ماشيين!". وعبّر زعبي عن أمله في أن يصبح المهرجان حدثاً سنوياً يسهم في إقامة قطاع مرئي مسموع في فلسطين. ذلك ان "فلسطين لا تملك مدرسة لصناعة الأفلام، والمساعدات التي تأتي من المنظمات غير الحكومية قليلة، فمفكرتها مليئة بأفلام أخرى تحتاج الى المساعدة". وعلى هامش المهرجان، شارك أكثر من 800 فلسطيني في مسابقة جمعت 3000 سيناريو عن موضوع "في الفترة التي كبرت فيها". وشارك الثمانية الرابحون في ورش عمل ترأستها المخرجة وولكوك. وتجدر الإشارة إلى أن هدف المهرجان لا يقتصر على تعريف الجمهور الفلسطيني إلى باقة من الأفلام العالمية، بل يعمل من خلال تأسيس معهد رام الله للسينما - منظم المهرجان - إلى تطوير القطاع السمعي البصري في فلسطين.