سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كوادر وقياديون في "فتح" يقررون مطالبة القيادة بوضع حد للفساد في اجهزة السلطة . قريع يشكل لجنة مؤلفة من 11 وزيراً للقاء عرفات : الرئيس لا أحد يختلف عليه ولكن هناك خلاف معه
أحال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع مطالبه للعودة عن استقالته التي اكد انها "ما زالت قائمة" بانتظار الرد الخطي عليها من الرئيس الفلسطيني الى لجنة وزارية ستقوم بمهمة "التفاوض" مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في الوقت الذي تراجع فيه الاخير عن قراره تعيين اللواء موسى عرفات قائداً عاماً لقوات الامن الوطني العام وأعاد اللواء عبدالرزاق المجايدة مسؤولاً عاماً عن هذه القوات في الضفة الغربية وقطاع غزة، في محاولة لاعادة ترتيب اوراق القيادة الفلسطينية التي تناثرت وتبعثرت في الايام القليلة الماضية على خلفية "التمرد الفوضوي" في الساحة الغزية. كشفت مصادر فلسطينية مطلعة ان احد الاقتراحات التي طرحت للبحث امام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في الساعات الاخيرة للخروج من الفوضى التي يعيشها قطاع غزة تعيين العقيد محمد دحلان الوزير السابق في حكومة محمود عباس ابو مازن وزيرا لشؤون الرئاسة، في الوقت الذي بدا وان المحادثات المكثفة التي جرت بين رئيس الوزراء احمد قريع وعرفات وصلت حتى الان الى طريق مسدود بحسب ما يستشف من "الدعوة" التي وجهها قريع الى عرفات شخصيا داعيا اياه الى "وضع الرجل المناسب في المكان المناسب... وتغليب العقل والحكمة والحسم في معالجة الأمور". وفيما تزايدت التكهنات والاجتهادات بشأن مصير الحكومة الفلسطينية الحالية التي عارض معظم اعضائها رئيسهم بخصوص جدوى الاستقالة، اعلن قريع انه قدم استقالته "خطيا" للرئيس وان هذه الاستقالة "ما زالت قائمة بانتظار الرد الخطي عليها". واوضح قريع في ختام اجتماع للحكومة استمر اكثر من ساعتين ونصف ساعة، في كلمة مقتضبة ان غالبية الوزراء يعارضون الاستقالة وانه تقرر تشكيل لجنة مؤلفة من 11 وزيراً للقاء عرفات "لنقل قلق كل وزير وكل مواطن فلسطيني" قبل الانتقال الى قطاع غزة للقاء ممثلي الفصائل ورؤساء الاجهزة الامنية لوضع حد لحالة الفوضى. وفي ما اعتبر اول "مواجهة علنية" مع عرفات قال قريع: "كفى، كفى، كفى، كل منتصرمنكم مهزوم. هذا نداء مجلس الوزراء الذي ينسحب ايضا الى القيادة الفلسطينية. الاخ الرئيس ياسر عرفات لا احد يختلف عليه ولكن هناك خلاف معه. آن الاوان ان نعيد تفعيل كل اجهزتنا على أسس صحيحة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب". وصرح وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات بأن المجلس الثوري لحركة "فتح" سيعقد اجتماعا له في الساعات المقبلة في اطار المساعي المبذولة داخل البيت الفتحاوي لتدارك التدهور والانفلات الامني الحاصل في قطاع غزة. وعلمت "الحياة" ان كوادر وقيادات في حركة "فتح" عقدت الليلة الماضية سلسلة من الاجتماعات قرر المشاركون فيها رفع رسائل ومطالب للرئيس الفلسطيني يطالبونه فيها بوضع حد للفساد المستشري في اجهزة السلطة والممتد الى مؤسسات حركة "فتح". وفي أول رد فعل فتحاوي من داخل السجون الاسرائيلية، طالب النائب المعتقل حسام خضر "بتغيير المنهج وليس الاشخاص" للوصول الى اصلاح جذري عبر عملية نقدية شاملة. ومن المقرر ان ينعقد المجلس التشريعي الفلسطيني في جلسة طارئة له غدا الاربعاء للبحث في مسألة استقالة الحكومة الفلسطينية اضافة الى السبل الكفيلة بتنفيذ قرارات المجلس المتعلقة بملفات الفساد والتي صدر العديد منها في الشهور الاخيرة من دون اي متابعة لها من جانب السلطتين التشريعية والقضائية، حسب ما اكده امين سر المجلس حسن خريشة. وكان نبيل ابو ردينة، مستشار الرئيس الفلسطيني، اعلن بالتزامن مع انعقاد مجلس الوزراء الفلسطيني ان اللواء عبد الرزاق المجايدة اعيد تعيينه في منصب القائد العام لقوات الامن الوطني العام في الضفة وغزة بعد يومين فقط على اقالته منه وتعيين موسى عرفات بدلاً منه. وبلغ الرئيس عرفات هاتفياً اللواء المجايدة قرار هذا التعيين وترقيته الى رتبة فريق. واكدت مصادر الرئاسة ان اللواء موسى عرفات سيتولى منصب قيادة قوات الامن الوطني في قطاع غزة، فيما يبقى اسماعيل جبر قائدا لهذه القوات في الضفة الغربية والفريق المجايدة قائدا للامن العام في مجمل المناطق الفلسطينية. الى ذلك، نفت مصادر عسكرية اسرائيلية ان يكون الرئيس الفلسطيني تقدم بطلب، عبر القاهرة، للانتقال الى قطاع غزة لمعالجة الاوضاع هناك. وقالت المصادر ذاتها ان اي جهة فلسطينية لم تتقدم بأي طلب من هذا النوع لا عبر مصر ولا بشكل مباشر. وكانت مصادر صحافية اسرائيلية ذكرت في وقت سابق ان الرئيس عرفات طالب ب"ضمانات" تؤمن له حرية العودة الى رام الله في الوقت الذي يشاء بعد انتهاء "الأزمة" في قطاع غزة.