صدر عن سلسلة "آفاق السينما" كتاب "مذكرات أغنية في أفلام المخرج كمال عطية" ويقدم المخرج بنفسه مذكرات عن الأغاني التي كتبها في بعض أفلامه، وظروف كتابتها ودور كل أغنية في نسيج السرد السينمائي، ويشير الى أن أول أغنية كتبها كانت في فيلم "دايمًا في قلبي" عام 1946 والذي كان يعمل فيه مساعداً للمخرج صلاح ابو سيف من بطولة عماد حمدي وعقيلة راتب وسعيد ابو بكر وسيناريو وحوار السيد بدير. وقام عطية نفسه بتمصير الفيلم عن "جسر واترلو" وكتب أغنية تغنت بها عقيلة راتب ولحنها محمود الشريف ويقول مطلعها "دايماً في قلبي وعلى بالي، مهما الزمن غير حالي"، ثم كتب ثاني اغانيه في فيلم "المنتقم" من إخراج صلاح ابو سيف وغناها عبدالعزيز محمود ويقول مطلعها "شدة وتزول يا عين، ومهما تطول يا عين شدة وتزول"، وغنت له هند رستم في فيلم "عشاق الليل" أمام يحيى شاهين أغنية مطلعها "عايزين ومش عايزين عايزين ونتمنع وانتوا كمان عارفين وسايبنّا ندلع"، وغنت له زبيدة ثروت في أول فيلم من إخراجه بنت 17 الاغنية التي غنتها فرقة دراويش كلية الحقوق في الاسكندرية وكانت على ظهر قارب كبير. ويقول مطلعها "الله الله يا بدوي جاب اليسرى من أول يوم ولآخر يوم ما بدوقش النوم كله مذاكرة" وغنّت له وداد حمدي في الفيلم نفسه أغنية لحنها محمد الموجي وفي فيلمه "سوق السلاح" لفريد شوقي وهدى سلطان وحسن يوسف ومحمود المليجي. كتب اغنيتين لهدى سلطان، الأولى "الواد القهوجي"، والثانية "تعالى بس بتتقل ليه"، كما غنت سلطان له في فيلم "نهاية الطريق" عام 1960 اغنية "والله ورماني الشوق وجاني يوم حبيت"، وغنت له في فيلم "عبيد الجسد" عام 1962 اغنيتين: الاولى لابنة فريد شوقي في الأحداث ويقول مطلعها "نامي نامي يا حلوة وريحي بالك، واحلمي بأحلامي الحلوة اللي بأتمناها لك"، والثانية "بس كده ولحد كده خلينا كده. بس كده ولا فيش اكتر، حلوة كده وزي السكر". وكتب مواويل تغنى بها حسن يوسف في فيلم "سر الغائب" أمام رشدي أباظة وتحية كاريوكا، وهي ليست من التراث وانما على نهج المواويل الكوميدية التي يتغنى بها شكوكو ومنها "أغير عليك من الهوا أصل الهوا مناغشة حيطير الفستان وحابطحه بدبشة" وفي فيلم "قنديل أم هاشم" عام 1968 كتب فكاهات غنائية تغنى بها أمين شحاتة عزت العلايلي" المطرب المتجول بين المقاهي ومن هذه الفكاهات "من دمع عيني مليت الزير والقُلّة والسهر قطع مراتبي وكسر المُلة، من كتر حبي بانام الضهر مستلطح، الباب يخبط ومش عايز أقوم أفتح"، وفي العام نفسه 1968 في فيلم "جزيرة العشاق" من إخراج حسن رضا كتب أغنية غناها عبداللطيف التلباني ولحنها محمد الموجي ويقول في مذكراته إنه كتبها بناءً على رغبة صلاح جاهين كاتب بقية أغاني الفيلم وكان سمعها منه في أحد اللقاءات التي جمعتهما معاً ويقول مطلعها "عطشان يا صبايا دلوني على السبيل، تايه في بحور هواكم وما ليش غيركم دليل، في كل شمس صباح وفي كل قمراية. باعدي ع الرياح. وأخطي في قناية". ويقول عطية: "اشتهرت الاغنية مع الفيلم وخارجه وأذيعت مرات عدة وسمع بها حليم وعتب على الموجي ملحنها أنه لم يخصه بها". وفي فيلمه "آخر من يعلم" عام 1959 لعماد حمدي وسميرة أحمد واحمد مظهر وحسين رياض وأحمد رمزي كتب كلمات أغنية ريفية مطلعها من التراث وتقول "قدام بيت اللي باحبه شجرة وضلة هوا، وشباكه عليه قمراية تجمعنا ليلاتي سوا". وفي فيلم "رسالة الى الله" كتب موالاً كان يتردد على ألسنة معظم العاملين في الفيلم من فنانين وفنيين وعمال ويقول "الحمد لله طاب الجرح من حاله بعدما ضاع الأمل والجرح على حاله. واللي يضيع أمله يصعب عليه حاله"، وفي فيلمه "الشوارع الخلفية" لنور الشريف وسناء جميل ومحمود المليجي وماجدة الخطيب كتب أبياتاً شعرية بصوت معبر بالإلقاء من دون لحن وظهرت في نهاية الفيلم تحت عنوان "لا نهاية" بدلاً من كلمة "النهاية" المعتادة، ويقول مطلع الأبيات "نموت نموت وتحيا مصر والموت فداء بشرف النصر. هو الحياة بكل الفخر فلسنا نموت". ويخصص كمال عطية جزءاً من الكتاب للحديث عن شخصيات عرفها ويقول فيها رأيه بكل حرية ومنها محمد الموجي وكمال الطويل ومحمد عبد المطلب ومحمد فوزي وأحمد صدقي وبليغ حمدي ومحمد رشدي ومنير مراد ومحمد قنديل وفؤاد الظاهري وهاني شنودة.