نسب موقع اسلامي على شبكة الانترنت أمس الى تنظيم "القاعدة" بياناً يدعو ايطاليا الى سحب قواتها من العراق، ويحذرها من اعتداءات بسيارات مفخخة. وقال "لواء خالد بن الوليد - تنظيم القاعدة" في البيان الموجه الى الشعب الايطالي ان "حكومة بلادكم قامت بالمشاركة في الحرب على العراق وأرسلت جنوداً واساطيل الى بلادنا". واضاف: "نطالبكم للمرة الاخيرة بدعوة بلادكم للانسحاب من العراق بالطرق السلمية"، مؤكداً ان "طوابير السيارات المفخخة هي الحل"، اذا لم تكن هناك "استجابة" لهذا المطلب. ووجهت الجماعة "رسالة ثانية" الى "شعب وحكومة ايطاليا"، قائلة: "مددنا ايدينا للهدنة لكن حكومتكم لم تستجب فتحملوا نتائج قرارات حكومتكم". واضافت: "قسماً ان سيارات الموتى لن تتوقف باذن الله وننصحكم باستيراد الاكياس السوداء وصناعة التوابيت للموتى وتعبئتهم فيه". وكان الموقع نفسه بث أول من أمس بياناً نسب الى "كتائب ابي حفص المصري - قاعدة الجهاد" يتضمن "تحذيراً اخيراً للشعب الايطالي" بضرورة التخلص من رئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني الذي وصفه بأنه "عديم الكفاءة"، مهدداً ب"حمام دم مماثل" لاعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. وقال البيان: "لا احد منكم في مأمن، وما دمتم ترفضون عرض شيخنا اسامة بن لادن سنحول وعده الى حقيقة وسنكتب بدمائنا ودماء آلاف الايطاليين صفحة جديدة من صفحات تاريخكم". وكان بن لادن امهل الاوروبيين في بيان سابق في 15 نيسان ابريل الماضي ثلاثة اشهر للخروج من بلاد المسلمين والتعهد بعدم الاعتداء على اي ارض اسلامية مثل افغانستان او العراق وجزيرة العرب والا سيعتبر الاوروبيون متحالفين مع الاميركيين في العدوان على المسلمين. وسبق ل"كتائب ابي حفص المصري" ان تبنت، عبر بيانات، المسؤولية عن اعتداءات مدريد في 11 آذار مارس الماضي واسطنبول في تشرين الثاني نوفمبر 2003 ومقر الاممالمتحدة في بغداد الصيف الماضي. وعلى رغم عدم صدور رد فعل حكومي حيال التهديدات واصلت أجهزة الشرطة والأمن الإيطالية جهود المراقبة الشديدة لأكثر من تسعة آلاف من المواقع الحساسة في البلاد. وأخذ مراقبون هذه التهديدات على محمل الجد لتزامنها مع موسم الصيف وتدفق الملايين من الإيطاليين والسياح الأجانب إلى المصايف وإلى سواحل البحر وتزامنها أيضاً مع الوضع الصعب الذي يواجهه الإئتلاف الحاكم بسبب النزاعات الداخلية بين رئيس الحكومة واتحاد الديموقراطيين المسيحيين الذي يتزعمه ماركو فولّيني. ويعزو المحللون اليساريون دخول إيطاليا في دائرة التهديدات الإرهابية إلى المشاركة الإيطالية في القوة المتعددة الجنسية في العراق بقوة تربو على 3000 عسكري يتمركزون في مدينة الناصرية وفي محافظة ذي قار، فيما ترى الحكومة والأحزاب المناصرة لها أن هذه التهديدات تندرج في إطار سياسة تنظيم "القاعدة" الرامية إلى توتير الأجواء السياسية في عدد من الدول الأوروبية للتأثير في مسار الأحداث السياسية فيها كما حدث في إسبانيا بعد تفجيرات 11 آذار الماضي والتي أدت إلى إلحاق الهزيمة برئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسيه ماريا أزنار وانتصار تحالف اليسار بزعامة خوسيه لويس ثاباتيرو.