انتهت عملية خطف المدير العام لجهاز الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة اللواء غازي الجبالي، بعد مفاوضات أجرتها أوساط حركة "فتح" والأجهزة الأمنية الفلسطينية في مخيم البريج، وسط القطاع، مع الخاطفين الذين وضعوا شروطاً لاطلاقه، منها استقالته من رئاسة جهاز الشرطة وإعادته "ملايين من الدولارات" اعتبروا انه اختلسها. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمني رفيع المستوى أن الرئيس ياسر عرفات "قبل مطالب الخاطفين" بعزل الجبالي، وتقديمه إلى محاكمة للاشتباه في ضلوعه بالفساد. وأكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة" أن الخاطفين اشترطوا لإطلاقه "تقديمه استقالته بعد الاعتراف بتلقيه رشاوى، وتعاطيه سياسة المحسوبيات وعدم كفاءته". وأفادت مصادر فلسطينية مساء ان خمسة فرنسيين ثلاثة رجال وامرأتين خُطفوا في خان يونس واقتيدوا الى مركز للهلال الاحمر. ويأتي الحادث بعد تأييد فرنسا موقف الاممالمتحدة في دفاعها عن مبعوثها تيري رود لارسن الذي وجّه انتقادات قاسية الى السلطة الفلسطينية ل"فشلها" في الاصلاحات. وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" مساء ان جماعة مسلحة خطفت مسؤولاً أمنياً فلسطينياً رفيع المستوى في غزة، بعد أقل من ست ساعات على خطف الجبالي. وأوضحت ان العقيد خالد ابو العلا، مدير التنسيق العسكري في المنطقة الجنوبية من القطاع، خُطف أثناء عودته الى مدينة غزة من خان يونس. ونقلت عن مسؤولين أمنيين ان خاطفيه عناصر في الشرطة الفلسطينية طُردوا من مناصبهم. وجاء خطف الجبالي في وقت نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تحقيقاً واسعاً من غزة عرضت فيه آراء فلسطينية في شأن خطة الانسحاب الاسرائيلي من القطاع، العام المقبل، والفوضى التي يمكن ان تحصل فيه. ونقلت عن القائد السابق للأمن الوقائي في غزة محمد دحلان قوله: "نحن عند مفترق طرق ... إما ان نحصل على استقلال فلسطيني، وإما أن نذهب الى وضع مماثل لوضع الصومال". وأكد شهود ل"الحياة" ان سيارة اسعاف انتقلت الى جنوب مخيم البريج للاجئين لنقل الجبالي، الذي تردد انه ضُرب قبل إطلاقه، وأفيد ان رئيس جهاز الأمن الوقائي في غزة العقيد رشيد ابو شباك وأمين سر اللجنة الحركية لتنظيم "فتح" أحمد حلس انتقلا الى المنطقة التي خُطف الجبالي اليها، إضافة الى عدد كبير من أفراد جهاز الشرطة الذين وضعوا في حال استنفار فور انتشار نبأ الخطف. وأكدت مصادر فلسطينية ان الجبالي خُطف تحت تهديد السلاح في منزل الناشط الميداني في "فتح" محمود نشبت، بعد تناوله الغداء هناك، ومن ثم نُقل بسيارة إلى مخيم البريج. وكان تردد انه خُطف في مكمن على الطريق الساحلي في غزة. وقالت المصادر إن الجبالي كان وعد نشبت بادخال عدد من أفراد "لجان المقاومة الشعبية" في جهاز الشرطة، لكن ذلك لم يحصل. وتضاربت الأنباء حول الجهة التي نفذت عملية الخطف، إذ اعلنت "كتائب شهداء جنين" التابعة ل"فتح" انها تقف وراء العملية، مؤكدة أنها تهدف الى "محاربة الفساد والفاسدين" في السلطة الفلسطينية. لكن مصادر اخرى أشارت الى ان الخاطفين ينتمون الى "لجان المقاومة الشعبية" التي تضم في غالبيتها ناشطين من "فتح". وساد التوتر الشديد شوارع غزة، حيث أقامت الشرطة حواجز ودققت في هويات المارة، فيما اطلق بعض أفرادها النار في الهواء لتفريق محتشدين أمام مقرهم، ما أدى الى جرح شخصين. وهذه هي المرة الثالثة خلال أقل من أربعة شهور يتعرض فيها الجبالي لمحاولات اعتداء وضرب وتهديد، من عناصر في غزة تتهمه ب"الفساد". وكانت السلطة أقصته من منصبه قبل أكثر من سنتين. ثم أعاد عرفات تعيينه. وفي فترة حكومة محمود عباس، أُقيل الجبالي وعدد من قادة جهاز الشرطة في غزة للأسباب ذاتها، ولكن سرعان ما عُيّن مجدداً بعد استقالة هذه الحكومة، فبادر إلى تعيين الذين اُقيلوا معه. وضُرِب الجبالي بعد اقتحام مكتبه في غزة في نيسان ابريل الماضي، وقبل ذلك فُجّرت عبوة أمام منزله، بعد دقائق من مغادرته اياه.