شكلت نتيجة الانتخابين الفرعيين في بريطانيا اول من أمس صدمة لحكومة حزب العمال، بعدما أظهرت تراجعاً كبيراً في شعبية الحزب منذ انتصاره الساحق في الانتخابات العامة في 1997. وحاول مسؤولون في الحزب التخفيف من الصدمة بالقول ان تمكن الحزب من المحافظة على المقعدين يشكل بحد ذاته انتصاراً، لأن العادة هي فشل الحزب الحاكم في الانتخابات التي تجري في منتصف الدورة البرلمانية. وجاءت النتيجة في دائرتي ويغان شمال انكلترا وهاملتون ساوث في اسكتلندا وسط مشاركة ضعيفة من الناخبين، لم تتجاوز 25 في المئة في الأولى، و41 في المئة في الثانية. وتعتبر منطقة هاملتون ساوث تقليديا من معاقل حزب العمال، وكان نائبها المستقيل وزير الدفاع جورج روبرتسون قد فاز بغالبية 16 ألف صوت في الانتخابات السابقة. لكن المرشح الذي خلفه لم يتغلب على مرشح الحزب القومي الاسكتلندي إلا بفارق 556 صوتاً. وجرت الانتخابات في الدائرة بعدما استقال روبرتسون من مقعده في مجلس العموم استعداداً لتسلم منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي. وبينت النتيجة أن حصول اسكتلندا على برلمانها الخاص وقسط من الحكم الذاتي أدى الى تزايد شعبية الحزب المطالب بالاستقلال عن المملكة المتحدة. كما اظهرت خيبة أمل الكثير من مؤيدي سياسات "حزب العمال الجديد". وقالت أنابيل يوينغ مرشحة القوميين الاسكتلنديين بعد اعلان النتيجة: "ليس هناك مقعد عمالي آمن في اسكتلندا بعد الآن". وفي دائرة ويغان، التي توفي نائبها العمالي روجر ستوت الشهر الماضي، تراجعت الغالبية العمالية من 22643 الى 9641. أما بالنسبة إلى حزب الديموقراطيين الليبراليين، وهو الحزب الثالث في بريطانيا وحليف العمال في برلمان اسكتلندا، فتلقى ضربة قوية في هاملتون ساوث اذ جاءت مرشحته مارلين مكلارين في المرتبة السادسة وخسرت تأمينها الانتخابي وحصلت على 634 صوتاً. وتراجع التأييد لحزب المحافظين، الضعيف أصلاً في اسكتلندا، ليحل مرشحه في المرتبة الرابعة، بعد ان تفوق عليه "الحزب الاشتراكي الاسكتلندي" وهو تنظيم جديد. وكان القوميون الاسكتلنديون اتهموا رئيس الوزراء توني بلير بتحديد موعد الانتخابات في هاملتون ساوث لكي تتزامن مع المؤتمر السنوي لحزبهم، في محاولة لاعطاء المرشح العمالي فرصة اكبر للفوز. ولم يستبعد مراقبون ان يكون الخلاف لعب دوراً في تراجع شعبية العمال. أما في ويغان فيحتمل ان تكون تعليقات معادية لرئيس الوزراء من أرملة النائب المتوفى ساهمت في خفض الاقبال على التصويت والتراجع في شعبية الحزب الحاكم. وكان ستوت توفي عن 56 سنة بعد معاناة طويلة من السرطان. وهو معروف تماماً في الأوساط العربية في لندن اذ سبق له ان كان الرئيس المشارك ل"مجلس تحسين التفاهم العربي البريطاني" كابو.