تريد اليونان متابعة مفاجآتها التي بدأتها خلال التصفيات واستمرت في نهائيات أمم أوروبا 2004 عندما تلتقي تشيخيا القوية في الدور نصف النهائي اليوم الخميس في بورتو. وحققت اليونان مفاجأتين من العيار الثقيل في البطولة الحالية، وإذا كان فوزها على البرتغال في المباراة الافتتاحية كان بمثابة الهزة الأرضية الخفيفة، فإن إطاحتها بفرنسا حاملة اللقب في الدور ربع النهائي شكل زلزالاً حقيقياً. وكان كثيرون توقعوا عودة المنتخب اليوناني بعد انتهاء الدور الأول لكن اللاعبين بإشراف المدرب المحنك الألماني أوتو ريهاغل نجحوا في قلب الطاولة رأساً على عقب ونالوا احترام الجميع. وتعتمد اليونان على دفاع منظم من الصعب اختراقه وعلى لاعبين نشيطين في خط الوسط بالإضافة إلى إجادتها الهجمات المرتدة السريعة. واعتبر لاعب وسط المنتخب جورجيوس كاراغونيس أن فريقه لا يريد التوقف على عتبة المباراة النهائية بل يريد أن يكون طرفاً فيها وقال: "فاز المنتخب التشيخي بمبارياته الأربع حتى الآن وبالتالي فهو مرشح ليس فقط لبلوغ المباراة النهائية بل إحراز اللقب". وأضاف "ليس لدينا شيء نخسره لكن الفرصة مهمة جداً بالنسبة لنا ولا نريد أن نفرط بها، ونحن متعطشون لبلوغ المباراة النهائية". وأكد كاراغونيس أن فريقه لن يغير أسلوبه في محاولة لكبح جماح المنتخب التشيخي الذي سجل 10 أهداف في البطولة حتى الآن أي بمعدل 2.5 هدف في المباراة الواحدة وأردف "نحن لسنا المنتخب البرازيلي، وسنلعب معتمدين على نقطة قوتنا وهي التنظيم الجيد والعمل على سد المساحات أمام المنتخب المنافس". واعتبر بوبورسكي لاعب وسط منتخب تشيخيا أن مسيرة اليونان في هذه البطولة ذكرته بمشوار منتخب بلاده في بطولة أمم أوروبا عام 1996 في إنكلترا وقال: "المنتخب اليوناني مثل المنتخب التشيخي عام 1996، لم يعطنا أحد الأمل ببلوغ المباراة النهائية في ذلك الوقت لكننا خضناها". وأضاف "يجب علينا أن نكون حذرين فبلوغ اليونان نصف النهائي ليس مجرد صدفة، لقد قدمت أداءً ممتازاً وأعتقد أن الأمر لن يكون سهلاً بالنسبة إلينا". وتابع "صحيح أننا ندخل المباراة مرشحين للفوز لكن ذلك لا يعني شيئاً لأن البرتغال وفرنسا كانتا أيضاً في وضع مشابه لنا، وانظروا ماذا حصل". وتعول تشيخيا على مهاجم ليفربول الإنكليزي ميلان باروش متصدر ترتيب الهدافين في البطولة الحالية برصيد 5 أهداف. ونجح باروش في التسجيل في المباريات الأربع التي خاضها منتخب بلاده حتى الآن، وسيعادل الرقم القياسي المسجل باسم النجم الفرنسي السابق ميشال بلاتيني إذا سجل في مباراته الخامسة على التوالي كما فعل الأول عام 1984 عندما قاد منتخب بلاده إلى الفوز باللقب. يذكر أن بلاتيني سجل تسعة أهداف عام 1984 عندما توج هدافاً وهو رقم قياسي لم يحطم حتى الآن. ويعود إلى صفوف المنتخب التشيخي قلب دفاعه رينيه بولف، في حين يغيب زميله مارتن جيرانيك المصاب في فخذه. ويخوض بافل ندفيد قائد منتخب تشيخيا المباراة بأعصاب مشدودة وذلك تحاشياً لتكرار ما حصل له في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002-2003. وكان ندفيد حرم من المشاركة مع فريقه يوفنتوس الإيطالي في المباراة النهائية بعدما تلقى إنذاراً من الحكم السويسري أورس ماير قبل 7 دقائق من نهاية المباراة مع ريال مدريد في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا بسبب عرقلته الإنكليزي ستيف ماكمنمان. ويحمل ندفيد حالياً بطاقة صفراء وجهها إليه الحكم الروسي فالنتين إيفانوف الأحد الماضي في المباراة التي فازت بها تشيخيا على الدنمارك 3-صفر بعدما ارتكب خطأ ضد منافسه يسبر غرونكيار في الدقيقة 61، وفي حال حصوله على إنذار ثان ضد اليونان سيحرم اللاعب التشيخي تلقائياً من خوض نهائي أمم أوروبا المقرر في 4 تموز يوليو الحالي في حال نجح منتخب بلاده في تخطي الدور نصف النهائي. وكان المنتخب التشيخي تقدم بالتماس لدى الاتحاد الأوروبي لإلغاء البطاقة الصفراء بحق ندفيد والتي اعتبرها مجحفة لكن محاولته باءت بالفشل.