سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوروبيون يؤكدون ان الخلافات مع اميركا "ليست هامشية" ويخشون "الأسلوب الاميركي الانقلابي" في التعامل مع العرب . قمة ال 8 فرصة بوش الاخيرة لاستعادة "الحلفاء" السابقين
اتخذت قمة الثماني التي تنطلق اليوم طابعاً سياسياً وأمنياً طغى على السمة الاقتصادية للقاء السنوي. كما هيمن الشرق الأوسط، بقضاياه المزمنة، على أجندة القمة: العراق والصراع العربي - الإسرائيلي وأزمة غياب الديموقراطية والحرب على الإرهاب. لكن هذه القمة تبقى الفرصة الاخيرة للرئيس جورج بوش، قبل الانتخابات، لاستمالة "حلفائه" الذين عارضوا حربه على العراق. وعلى رغم الخلافات بين الثمانية الكبار حول سبل معالجة تلك الأزمات القابلة للتصدير، تبقى الولاياتالمتحدة - صاحبة أكبر اقتصاد في العالم وأكبر قوة عسكرية - مهيمنة بنفوذها السياسي على نادي الأغنياء الذي بدا محاصراً بالأزمات في جزيرة "سي ايلاند" التي تم عزلها عن العالم، في واحدة أشد الاجراءات الأمنية صرامة في تاريخ القمة. وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركية ل"الحياة" إن نجاح "العالم الحر" في محاصرة الإرهاب والقضاء عليه "سيعتمد على مدى نجاحنا في معالجة القضايا المطروحة أمام القمة". وأشار إلى أن "العالم بدأ يربط ربطاً مباشراً بين تنامي ظاهرة الإرهاب وحال اليأس والاحباط السياسي والبؤس الاقتصادي والاجتماعي"، مشدداً على أن "علينا معالجة هذه المشاكل إذا كنا أردنا القضاء على الإرهاب". وجاءت كلمة الرئيس جورج بوش في نعي الرئيس السباق رونالد ريغان، والتي أشاد فيها إلى دور الأخير في القضاء على الشيوعية، بمثابة تلميح إلى أن صاحب البيت الأبيض يتطلع إلى دور تاريخي مماثل بالقضاء على الإرهاب من خلال نشر الديموقراطية والازدهار الاقتصادي في المنطقة العربية. ويبدو بوش الابن، خلافاً لوالده الذي أعلن بعد حرب الخليج الثانية 1991 الحاجة إلى "نظام عالمي جديد" من دون أن يوفر شروط التغيير، مصمماً على تنفيذ مشروعه الدولي اذا تسنت له أربع سنوات اضافية في البيت الأبيض عبر الانتخابات المقبلة. لذا فهو يتطلع الى قمة الثماني بمثابة فرصة لتصويب بعض اخفاقاته الدولية التي التقطها خصمه جون كيري وادرجها في حملته. ويقول مسؤولون أوروبيون يرافقون زعماءهم الى القمة ان الخلافات بين أوروبا واميركا "ليست هامشية" وان هناك هوة شاسعة يسعى الطرفان الى ردمها. ولم ينكر مسؤول الماني ان أوروبا تخشى ردة فعل عنيفة قد يولدها "الأسلوب الاميركي الانقلابي" في التعامل مع الأنظمة العربية جنوب المتوسط. في المقابل، يؤكد انصار الادارة الاميركية ان الربط بين ظاهرة غياب الديموقراطية في الشرق الأوسط وتنامي الارهاب الدولي "أخرج المارد من القمقم"، وانه بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية "لن تتمكن أي ادارة من التراجع عن المشروع الطموح"، في ضوء استمرار التهديد الارهابي الذي انعكس على الاجراءات الأمنية للقمة، إلا ان وزير الخارجية كولن باول ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس، سعيا الى طمأنة الأنظمة القلقة من الديموقراطية، وقللا من أهمية مقاطعة القمة من جانب دول عربية دعيت لحضورها. وشدد باول ورايس في تصريحاتهما الأخيرة على ان التغيير لا يمكن ان يأتي من الخارج، وهو ما سيعكسه مشروع "الشراكة" بين مجموعة الثماني و"دول الشرق الأوسط الأوسع وشمال افريقيا". وترى رايس ان واشنطن كانت مرنة في مناقشة مشروع الاصلاح والتحديث بالتنسيق مع الدول العربية والشركاء الأوروبيين. واعتبرت ضمناً أن من غير المنطقي لدول قدمت اقتراحات بنفسها من أجل الاصلاح، ان تعود وتحتج على قيام مجموعة الثماني باعتمادها.