المطلع على قوائم المتقدمين لبرامج الواقع يلاحظ أن أعمارهم تنخفض باستمرار. ففي "سوبر ستار" مثلاً كان من بين المقبولين، في المرحلة الأولى، من لا يتجاوز عمرهم السادسة عشرة. أما في خطابة "عالهوا سوا" فلم تقل أعمار المتقدمات الجديدات عن الثامنة عشرة. وكثير من هؤلاء المتقدمين، كما هو مكتوب في بياناتهم أو كما توحي به أعمارهم، لا يزالون طلاباً تركوا مدارسهم بحثاً عن شهرة قد تأتي. ولأن هذه البرامج في تزايد، فهذا يعني تزايد أعداد المتقدمين اليها، المتسربين من مدارسهم وجامعاتهم التي كانت تعاني حتى وقت قريب، تكدس الطلاب في الفصول - في غالبية الدول العربية - الأمر الذي يؤثر بالتأكيد في عمليتي التلقي والاستيعاب لدى الطلاب، ويدفع كثيراً منهم للجوء الى الدروس الخصوصية، للتمكن من النجاح والالتحاق بقائمة العاطلين من العمل. والفصول باتت تحوي عدداً مناسباً من الطلبة الراغبين في التعلم حقاً. فنصفهم ممن يؤمنون بأهمية التعلم وأفضليته، والنصف الآخر هم مَنْ لفظتهم البرامج السالفة الذكر، ولم يجدوا أمامهم غير العودة لمقاعد الدراسة. فهي الأمل الوحيد المتبقي. والأمر نفسه ينطق على سوق العمل. فالشواغر تتناسب وعدد الخريجين كل عام. كل هذا جيد بل ممتاز. لكن يبدو أن هناك مشكلة جديدة في الأضواء، وهي أن المشتهرين، المتخرجين من مدارس الشهرة الحديثة، يتكاثرون في شكل ينبئ بأن بطالة جديدة في طريقها الى الخروج للعلن في السنوات المقبلة القادمة. فلا يدهشكم إذا قرأتم قريباً هذا الإعلان: "شهير متخرج من برنامج...... يبحث عن أي عمل براتب أو بعمولة". البحرين - أماني عبدالله amany [email protected]