الأخ الأستاذ أسعد عرابي، مرحباً بعد مرور الوقت الذي مر على صدور "الحياة" في 24/3/2004، أتيح لي أن أقرأ مقالك الوفي المنشور في احدى صفحاته، عن الصديق المشترك الراحل برهان كركوتلي، الذي كان كما كنت أنت وكنت أنا يشارك في معرضي الربيع، والخريف، كل عام، في دمشق، بدءاً من عام تأسيسهما، على يد الصديق الدكتور صباح قباني شقيق نزار، حين كنا نعمل، هو وأنا، في وزارة الثقافة السورية. ولا أزال أتذكر الاسكتشات التي كان يرسمها، في مستشفى العباسية، لمرضى العقل أو النفس، والتي كانت موضوع رسالته في الكلية. كما أتذكر بصعوبة انك، بدورك، قد شاركت في الكثير من المعارض السورية التي شاركنا فيها برهان ولؤي كيالي ومروان قصاباتي وخالد معاز و... الأخرس ونذير نبعة وأنا وأنت... أكتب إليك لأضيف الى المعلومات التي سقتها في مقالتك عن جوانب من سيرته الذاتية، معلومة قد تكون نسيتها، أو انك لم تكن على علم بها: فقد تزوج برهان قبل عودته الى دمشق من القاهرة، خلال عهد الوحدة السورية - المصرية، ابنة السفير اليمني في القاهرة، في مغامرة غير محسوبة النتائج، وتلك كانت أولى زيجاته، وأرجح انها لم تستمر سوى أشهر قليلة. في آخر لقاء جمعني بالاستاذ حسين بيكار، في نادي الجزيرة في القاهرة، قبل وفاته ببضعة أسابيع، وبحضور رفيقة عمره، أسرَّ إلي بأن الصديق برهان أودَعَ لديه، في منزله في الزمالك، مجموعة من الأوراق، والملابس والكتب، قبل مغادرة برهان القاهرة عائداً الى المانيا. واقترح عليّ أن أزوره في منزله ليطلعني عليها، فلعلي أخفف عنه عبء الاحتفاظ بها مدة أطول، فأنقلها الى داري، ما دامت غرفها أكثر من غرف داره في الزمالك. وكما أوضح لي الأستاذ بيكار يومئذ، فإن الأشياء التي أودعها برهان لديه مهمة، باعتبارها تشكل جزءاً من أشياء برهان الشخصية. لكنني كنت على وشك السفر الى أبو ظبي، حيث أمضيت شهرين، فلما عدت علمت بنبأ وفاة الصديق الراحل حسين بيكار. إن جئت مصر يوماً، فعرِّج على منزل بيكار في الزمالك، فلعلك تتسلم من رفيقة عمره الصابرة أشياء برهان، ان يكن الأمر ذا أهمية بالنسبة إليك. مع كل الود... أبو ظبي - عبدالهادي البكار المستشار