يحتل الجانب الامني قمة أولويات منظمي كأس الامم الاوروبية يورو 2004 بالبرتغال حيث أصبح الارهاب هو مصدر القلق الرئيسي لديهم بعد أن كانت جماهير كرة القدم المشاغبة هي التهديد الاكبر لمثل هذه البطولات. وفي شهر نيسان أبريل الماضي أضيف الى الميزانية الامنية للبطولة مليونا يورو، وصرح نائب رئيس بطولة يورو 2004 ماتيو سبرنجرز وقتها قائلا: "يجب أن نقوم بجميع التدابير الوقائية الممكنة لحماية الجماهير والمشاركين بالبطولة". وكانت تفجيرات مدريد التي وقعت في 11 آذار مارس الماضي وقتلت أكثر من 200 شخص قد زادت من مخاوف القيام بهجمات إرهابية مماثلة على أوروبا. وأوضح سبرنجرز "لقد دعمت الميزانية الامنية للبطولة لتلائم الموقف السياسي الدولي". بينما أكد رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه مانويل دوراو باروسو أثناء الاعلان عن القرار أنه لا يوجد تهديد محدد موجه الى البرتغال وإنما اتخذ هذا القرار لتدعيم الاجراءات الوقائية. وكانت الحكومة البرتغالية قد أحكمت حدودها مع إسبانيا بمجرد وقوع تفجيرات مدريد كما ستلغي العمل باتفاقية شنجن التي تتيح التنقل بين دول الاتحاد الاوروبي دون التقيد باجراءات الفحص. وتخشى البرتغال أن تستهدف من المسلحين المسلمين بسبب وجود فرقة شرطة برتغالية قوامها 128 شرطيا بالعراق لمساعدة قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة الاميركية. وعلى عكس إسبانيا التي سحبت قواتها من العراق أكد باروسو في شهر أيار مايو الماضي أن الوجود البرتغاليبالعراق سيمتد لمساندة الحكومة العراقية المؤقتة التي ستتسلم السلطة في 30 حزيران يونيو على الرغم من مطالبة المعارضة بعودة القوات الموجودة بالعراق الى البرتغال. بينما سيشكل حلف الاطلسي دوريات حراسة جوية فوق ملاعب البطولة باستخدام مقاتلات "إف 16" لحماية 500 ألف متفرج يتوقع حضورهم يورو 2004 التي ستبدأ في 12 حزيران يونيو وتنتهي في الرابع من تموز يوليو كما حصلت الشرطة البرتغالية على المزيد من السلطات التي تمكنها من تفتيش ومراقبة الجماهير. وأعلن المنظمون كذلك عن امتلاكهم آلات عديدة قادرة على التشويش على إشارات الهواتف المحمولة لمنع استخدامها في تشغيل القنابل وذلك لاستخدامها في حالة تلقيهم تحذيرات من وقوع هجمات أو أثناء المباريات الحاسمة. وفي الوقت ذاته مازال مشجعو كرة القدم المشاغبون مصدر قلق للمنظمين خصوصاً المشجعين الانكليز والالمان والهولنديين. وكانت الشرطة الانكليزية قد منعت بالفعل 2500 شخص من السفر للبطولة ولكن المنظمين يخشون اندلاع أعمال شغب أثناء مباراة هولندا والمانيا ضمن مباريات المجموعة الرابعة بالبطولة والتي ستقام في 15 حزيران يونيو.