عندما وقعت حادثة خطف السياح الغربيين ال16 في اليمن عام 1998 على يد جماعة "جيش عدن أبين الإسلامي"، أرسلت السلطات الأميركية محققين من أجهزتها الأمنية للبحث في إمكان وجود صلة ما بين هذه الجماعة وتنظيم "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن. وبقيت تحقيقات الأميركيين سراً حتى اليوم. عندما كشفت "الحياة" في 1999 ان الأميركيين يبحثون في صلة ما بين الطرفين، رد إسلاميون بأن "جيش عدن" غير مرتبط ب"القاعدة"، وشرحوا ان زعيم الجماعة اليمنية زين العابدين أبو بكر المحضار أبو الحسن شارك فعلاً في الجهاد الأفغاني وكان يعرف بن لادن، لكن العلاقة بين الطرفين توتّرت في 1998. إذ أعلن زعيم "جيش عدن" في تلك السنة ما سمّاه "الجهاد" ضد حكم الرئيس علي عبدالله صالح وطالب الجماعات الإسلامية الأخرى الناشطة في اليمن وبينها أنصار "القاعدة"، بالتضامن معه. لكن قادة "القاعدة" رفضوا طلبه وامتنعوا عن مساندته على رغم قصف الطائرات الحربية اليمنية مواقع مقاتليه في جبال أبين. وبدا ان تحقيق الأميركيين في العلاقة المزعومة بين "جيش عدن الإسلامي" وتنظيم "القاعدة" مات بموت المحضار. إذ اعتقلته قوات الأمن بعد انقاذها الرهائن الغربيين قُتل اربعة منهم خلال تحريرهم في كانون الأول ديسمير 1998، ثم أحيل على القضاء ودين بالإعدام بقطع الرأس عام 1999. لكن "علاقة" المحضار بإبن لادن تعود اليوم الى الظهور مع كشف تنظيم "القاعدة" ان زعيمه اعتبر تفجير المدمرة الأميركية "كول" في ميناء عدن في تشرين الأول اكتوبر 2000 والذي أوقع 17 قتيلاً من المارينز "ثأراً" للمحضار. وكشفت نشرة "معسكر البتار" العدد الثالث عشر التي يصدرها تنظيم "القاعدة" في الخليج ان بن لادن حمل رشاش كلاشنيكوف وأطلق رصاصه في الهواء ابتهاجاً عندما علم عام 2000 بتفجير "كول". وأضافت النشرة - في إطار موضوع عن سيرة القائد العسكري ل"القاعدة" أبو حفص المصري الذي قُتل في أفغانستان عام 2001 - ان بن لادن صار يصيح بأعلى صوته فرحاً بتفجير "كول" قائلاً: "هذا دمك يا محضار، هذا دمك يا محضار".